3.4 مليار درهم لترسيخ ريادة المغرب في صناعة محركات الطائرات وتعزيز الشراكة مع فرنسا

0 52

شهدت المنطقة الصناعية بالنواصر حدثاً بارزاً، اليوم الاثنين، تمثل في إعطاء انطلاقة أشغال إنشاء مركب صناعي ضخم تابع لمجموعة “سافران” الفرنسية، مخصص لتجميع وصيانة محركات الطائرات من الجيل الجديد (LEAP).

ويجسد هذا المشروع، الذي أُطلق تحت الرئاسة الفعلية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، مرحلة جديدة في مسار تطور الصناعة الوطنية في مجال الطيران، ويكرّس الشراكة الصناعية الممتدة منذ 25 سنة بين المغرب وفرنسا.

مرحلة جديدة من التميز الصناعي

أكد وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، في كلمة ألقاها بين يدي جلالة الملك، أن الصناعة الوطنية للطيران، بقيادة جلالته، تستعد لاجتياز مرحلة جديدة حاسمة بفضل هذا المركب الصناعي الذي يشكل قاطرة حقيقية لتطوير القطاع.
وأوضح أن هذا المشروع سيعزز موقع المنصة الوطنية للطيران في مصافّ التقدّم التكنولوجي العالمي، من خلال إدماج أنشطة صناعية جديدة عالية الدقة والتطور.

استثمار بقيمة 3.4 مليار درهم ومناصب شغل جديدة

يتكون المشروع من موقعين رئيسيين:

  • الموقع الأول: مصنع مخصص لصيانة وإصلاح محركات الطائرات، باستثمار قدره 1.3 مليار درهم، وبطاقة سنوية تصل إلى 150 محركاً، سيمكن من إحداث 600 منصب شغل مباشر في أفق سنة 2030.

  • الموقع الثاني: وحدة لتجميع واختبار محركات الطائرات التجارية من نوع LEAP-1A المخصصة لطائرات إيرباص A320 NEO، باستثمار قدره 2.1 مليار درهم، وطاقة إنتاجية تبلغ 350 محركاً سنوياً، ما سيسمح بإحداث 300 منصب شغل عالي التأهيل بحلول سنة 2029.

وأشار الوزير إلى أن هذا المشروع، الذي يمثل ثاني موقع عالمي لإنتاج محركات LEAP-1A، سيكرّس موقع المملكة كفاعل أساسي في سلسلة القيمة العالمية لصناعة الطيران، وسيُسهم في استقطاب فاعلين جدد إلى المنظومة الوطنية.

“سافران” تجدد ثقتها في المنصة المغربية

من جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة مجموعة “سافران”، السيد روس ماكينيس، أن المركب الجديد يشكل تجسيداً ملموساً لصلابة الروابط الصناعية بين فرنسا والمغرب، مشيراً إلى أن هذا المشروع يتجاوز كونه استثماراً صناعياً عادياً، إذ يعكس الأهمية الاستراتيجية للمغرب بالنسبة للمجموعة.

وأضاف أن وجود “سافران” في المغرب يمتد لأكثر من 25 عاماً من الشراكة والعمل المشترك، حيث تُعد المملكة اليوم مركزاً رئيسياً في منظومة الإنتاج العالمية للمجموعة، من خلال نحو عشرة مواقع صناعية تساهم في تصنيع أجزاء المحركات والأسلاك وصيانة المحركات.

وقال ماكينيس:

“المغرب ليس فقط بلداً نُنتج فيه، بل هو بلد نُنتج معه.”

دلالة عميقة ورؤية ملكية مستنيرة

وشدد رئيس “سافران” على أن ترؤس جلالة الملك محمد السادس لهذا الحدث يعكس الاهتمام البالغ الذي يوليه جلالته للتنمية الصناعية، وكذلك البيئة الاستثمارية النموذجية التي أرساها جلالته بفضل رؤيته المتبصرة والجريئة.

وذكّر بالزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب في أكتوبر 2024، والتي تم خلالها توقيع بروتوكول اتفاق لإنشاء ورشة لصيانة محركات LEAP، مؤكداً التزام المجموعة بمواصلة تعزيز هذا التعاون الصناعي المثمر.

وأضاف قائلاً:

“معاً، نلتزم بدعم نمو وتطور قطاع الطيران المغربي، ومواصلة هذه القصة المشتركة التي تجمع بين مجموعة سافران والمغرب في خدمة التميز الصناعي وتنمية المملكة.”

منصة وطنية رائدة ومواهب مغربية واعدة

وأشار الوزير رياض مزور إلى أن المغرب، بفضل الرؤية الملكية السديدة، أصبح خلال أقل من عقدين منصة عالمية لصناعة الطيران، حيث ارتفع رقم معاملات صادرات القطاع من أقل من مليار درهم سنة 2004 إلى أكثر من 26 مليار درهم سنة 2024.
ويضم القطاع اليوم أكثر من 150 فاعلاً صناعياً، من بينهم كبرى الشركات العالمية، ويشغّل 25 ألف كفاءة مغربية، تمثل النساء منها 42 في المائة، يتمتعن بتكوين عالي الجودة ومستمر.

منصة تنافسية خالية من الكربون

وأكد السيد مزور أن الرؤية الملكية للتنمية المستدامة جعلت من المملكة منصة صناعية تنافسية وخالية من الكربون، مدعومة ببنيات تحتية ولوجستية من الطراز العالمي، من بينها منصة “ميدبارك” المخصصة لصناعة الطيران، والتي دشّنها جلالة الملك في سنة 2013.

وختم قائلاً إن هذه الدينامية الصناعية غير المسبوقة، المرتكزة على الاستثمار المنتج ورأس المال البشري المؤهل، تجعل من الصناعة الوطنية نموذجاً حقيقياً للتنمية المندمجة والمستدامة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.