يونس مجاهد: تطوير الأخلاقيات المهنية ضرورة لتعزيز ثقة المجتمع في الصحافة

0 98

أكد يونس مجاهد، رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون الصحافة والنشر بالمغرب، اليوم الأربعاء، على هامش فعاليات اللقاء حول تجارب الهيئات المهنية في تدبير قضايا الأخلاقيات، على الأهمية البالغة للأخلاقيات المهنية في تعزيز ثقة المجتمع في المهن الحيوية، وعلى رأسها الصحافة.  

أوضح مجاهد في تصريح لمجلة صناعة المغرب، أن الأخلاقيات المهنية تشكل ركيزة أساسية لتنظيم العديد من المهن، مثل الصحافة والقضاء والمحاماة والطب. وأضاف: “الهدف من هذه الأخلاقيات هو ضمان أن تعمل هذه المهن لخدمة المجتمع، وليس لذاتها. الصحافة، على سبيل المثال، بدون أخلاقيات لا يمكن أن تؤدي دورها كسلطة رابعة، لأنها تعمل من أجل المجتمع وتحت مسؤوليته.”

وأشار إلى أن فهم المواثيق الأخلاقية لهذه المهن ومعالجة الإشكالات التي تواجهها، سواء على المستوى التنظيمي أو الأخلاقي، يعد أمرًا ضروريًا لتعزيز الثقة بين المهن والمجتمع. وتساءل: “ما هي القرارات التأديبية التي يجب اتخاذها؟ وما هي الصعوبات التي تواجهها هذه التنظيمات؟ هذه أسئلة تحتاج إلى إجابات واضحة.”

مقارنات بين المهن: دروس مستفادة
دعا مجاهيد إلى إجراء مقارنات بين تجارب الصحفيين وتجارب المهن الأخرى، مثل القضاة والمحامين والأطباء، مشيرًا إلى أن هناك تغييرات كبيرة تشهدها المهن، خاصة مع دخول الأجيال الجديدة إلى سوق العمل، والتحولات في القيم، والتطورات التكنولوجية المتسارعة.

وأضاف: “هذه التغييرات تدفعنا إلى دراسة تجارب المهن الأخرى، وكيف يمكن أن تفيدنا كصحفيين. الصحافة، مثلها مثل المهن الأخرى، تحتاج إلى تطوير أخلاقياتها وممارساتها الأخلاقية لتصبح أكثر فائدة للمجتمع.”

التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي: تحديات وأخلاقيات
تطرق مجاهيد إلى تأثير التكنولوجيا الحديثة، وخاصة الذكاء الاصطناعي، على المهن المختلفة، مؤكدًا أن هذه التطورات تطرح تحديات أخلاقية وقانونية جديدة. وقال: “الذكاء الاصطناعي أصبح العامل الرئيسي في العديد من المجالات، ليس فقط في التواصل، بل في كل المهن. هذا يفتح مجالات واسعة للإبداع والابتكار، ولكن أيضًا يطرح استعمالات سلبية.”

وأضاف: “علينا أن نستفيد من الإيجابيات التي توفرها هذه التكنولوجيات، وفي نفس الوقت نواجه التحديات الأخلاقية والقانونية التي تطرحها. هذه المسألة تتطلب اجتهادًا وتفكيرًا عميقًا، وهي ستكون جزءًا من المناقشات التي سنخوضها في الفترة المقبلة.”

 نحو صحافة أكثر أخلاقية
اختتم يونس مجاهيد تصريحه بالتأكيد على أن تطوير الأخلاقيات المهنية في الصحافة ليس خيارًا، بل ضرورة لضمان استمرار دورها كسلطة رابعة تعمل لخدمة المجتمع. وأكد أن اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون الصحافة والنشر ستواصل العمل على تعزيز هذه الأخلاقيات، بالتعاون مع جميع الفاعلين في القطاع.

رشيد محمودي 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.