شهدت العاصمة الأردنية عمّان، أمس الأحد، اجتماعاً موسعاً بين وفد من صندوق الإيداع والتدبير ومسؤولي شركة المدن الصناعية الأردنية، خُصص لبحث آفاق تطوير التعاون الصناعي والاستثماري بين المغرب والأردن، وتعزيز الشراكات القائمة بين المؤسستين.
وتعرّف الوفد المغربي، الذي يقوده المدير العام لمجموعة صندوق الإيداع والتدبير عادل شنوف، وفي حضور السفير المغربي بالأردن فؤاد أخريف، على التجربة الأردنية في مجال إنشاء وإدارة وتسويق المدن الصناعية، وما تتوفر عليه من بنية تحتية وخدمات أساسية ومشاريع اقتصادية تساهم في التنمية المحلية وخلق القيمة المضافة.
كما قام الوفد المغربي، الذي ضم مروان عبد العاطي وفيصل بنونة من الشركة المغربية لتطوير وإدارة المناطق الصناعية (MEDZ)، بتقديم عرض حول أبرز برامج الصندوق واستثماراته، خاصة في القطاعات الصناعية والخدماتية والزراعية والهندسية، إضافة إلى دوره في تنزيل السياسات العمومية ودعم الاستراتيجيات القطاعية والجهوية للمغرب.
وأكد أعضاء الوفد على أهمية توسيع قاعدة التعاون بين الجانبين، عبر استكشاف الفرص التي يتيحها البلدان في مجال المدن الصناعية، ووضع صيغ عملية لشراكات متعددة تدعم المشاريع المشتركة وتُعزز تدفق الاستثمارات الثنائية.
ومن جانبه، شدّد السفير فؤاد أخريف على متانة العلاقات المغربية–الأردنية، داعياً إلى الارتقاء بالتعاون الاقتصادي إلى مستوى العلاقات السياسية، بالنظر إلى الإمكانيات المهمة التي تزخر بها المملكتان وموقعهما الاستراتيجي، الذي يمنحهما قدرة الوصول إلى أسواق أوروبا وإفريقيا وآسيا.
بدوره، أبرز المدير العام لشركة المدن الصناعية الأردنية، عمر جويعد، ضرورة تشجيع المستثمرين في البلدين على الاستفادة من المناخ الاستثماري المتطور والحوافز المتاحة، بما يسهم في انتقال المشاريع الصناعية والخدماتية بين السوقين، ويدعم الحركية الاقتصادية المشتركة.
وخلص الاجتماع إلى اتفاق الطرفين على تعزيز تبادل الخبرات، وإتاحة الفرصة للوفود الاقتصادية لزيارة المدن الصناعية في كلا البلدين، بالإضافة إلى تحويل مذكرة التفاهم التي وُقعت بين الجانبين في أبريل الماضي إلى برنامج عمل فعلي، يقوم على مبادرات تقنية واستثمارية وتطويرية مشتركة.
واتفق الجانبان على الإعداد لملتقى اقتصادي يجمع رجال الأعمال المغاربة والأردنيين بهدف إطلاق مشاريع مشتركة وتمكينهم من الولوج المتبادل إلى الأسواق الإقليمية والدولية. كما سيتم إعداد برنامج عمل للسنة المقبلة يتضمن حملات ترويجية وأنشطة ثنائية بشراكة مع الغرف الصناعية والتجارية.
وتأتي هذه الدينامية في سياق إرادة مشتركة لفتح صفحة جديدة في التعاون الصناعي والاستثماري، بما يخدم التنمية الاقتصادية ويعزز التكامل بين البلدين. ومن المرتقب أن تشمل زيارة الوفد المغربي للأردن، الممتدة خمسة أيام، جولات ميدانية لعدد من المدن الصناعية ومؤسسات اقتصادية في إربد والزرقاء والبتراء، إضافة إلى زيارة صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي.




