وسائل التواصل الاجتماعي: السلاح الجديد للجمارك المغربية في مواجهة تهريب البضائع
طوال فترة طويلة استُخدمت وسائل التواصل الاجتماعي من قبل المهربين لترويج بضائعهم بشكل غير مباشر، لكن الإدارة العامة للجمارك والضرائب غير المباشرة (ADII) باتت تستغلها اليوم كأداة استخباراتية استراتيجية.
مراقبة رقمية لتعزيز التحقيقات الجمركية
يقوم رجال الجمارك الآن برصد المحتويات المتداولة عبر الإنترنت من فيديوهات ومنشورات وحسابات, ترسلها أشخاص في المغرب وخارجه، لا سيما من الصين. وأدت بعض المنشورات البسيطة إلى الكشف عن شبكات تهريب منظمة، مّكنت من الكشف عن ثغرات في الأنظمة الجمركية.
وقد ساهمت هذه المؤشرات الرقمية في رفع درجة المراقبة في المعابر اللوجستية الكبرى مثل طنجة المتوسط، وميناء الدار البيضاء، ومطار محمد الخامس، مما سهل تتبع تدفقات مشبوهة — خاصة الملابس والأحذية “High Copy” واستهدافها. مداهمات دقيقة لشبكات منظمة.
من خلال هذا التوجه:
- تم تحديد مواقع تخزين سرية في الدار البيضاء، المحمدية، تمارة، أكادير، والجديدة.
- كشفت التحقيقات عن استراتيجيات تسهيلات احتيالية عن طريق فواتير مزورة لترويج منتجات مضللة قادمة من الصين وهونغ كونغ.
- كانت منصات بصرية مثل TikTok محوراً رئيسياً، حيث وفرت الأدلة المرئية التي أدت إلى مداهمات وإحباط معامل سرية في ضواحي الدار البيضاء، وربما ربطت شبكات التوزيع بإسبانيا .
نتائج ملموسة ومؤشرات مستجدة
في عام 2024، سجّلت ADII أكثر من مليوني سلعة مزيفة مضبوطة، بقيمة تقدر بـ20 مليون درهم بزيادة تقارب 11٪ عن عام 2023.
هذا التحوّل الرقمي يعكس تحديثاً حقيقياً في ممارسات الجمارك المغربية، ويؤكد دمج الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الآلي كوسائل لتحسين الاستهداف وكشف الاحتيال.
هدى ريفي