وزير المالية الألماني يدعو واشنطن إلى مفاوضات “جدّية” لتفادي التصعيد التجاري
دعا وزير المالية الألماني، لارس كلينغبايل، أمس الأربعاء، الولايات المتحدة إلى الدخول في مفاوضات “جدّية” مع الاتحاد الأوروبي لحل الخلاف التجاري القائم، محذرًا من الانزلاق نحو التصعيد القائم على “الاستفزازات والتهديدات”.
وقال كلينغبايل، عقب لقائه بنظيره الفرنسي إيريك لومبار قرب برلين: “يدنا ما تزال ممدودة، لكننا لن نقبل بكل شيء”. وأكد الوزير المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي أن الأوروبيين يسعون إلى اتفاق عادل، مع التأكيد على ضرورة الاستعداد لردود قوية تحمي الوظائف والشركات داخل القارة.
وانتقد الوزير السياسات الحمائية التي تنتهجها واشنطن، معتبرًا أن “رسوم ترامب الجمركية لا تخلف سوى الخاسرين”، مشيرًا إلى الأضرار المحتملة التي قد تطال الاقتصاد الأمريكي والأوروبي على حد سواء.
وتأتي هذه التصريحات بعد إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على السلع الأوروبية المستوردة ابتداءً من فاتح غشت المقبل، رغم تأكيده وجود “تقدم” في المحادثات الجارية مع بروكسيل. من جهتها، لوّحت المفوضية الأوروبية بالرد بإجراءات مماثلة في حال تنفيذ القرار الأمريكي.
وفي سياق متصل، جدّد كلينغبايل دعمه لتطبيق ضريبة دولية دنيا على الشركات الكبرى، وهي مبادرة تقودها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OCDE) وتحظى بدعم أكثر من 140 دولة. ويهدف هذا الإجراء إلى فرض معدل ضريبي لا يقل عن 15% على الشركات متعددة الجنسيات التي يتجاوز رقم معاملاتها 750 مليون يورو، بغض النظر عن مكان تحقيق أرباحها.
ومن المرتقب أن يتوجه الوزير الألماني مساءً إلى جنوب إفريقيا، حيث سيشارك في اجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين، حيث ستكون السياسات الجمركية الأمريكية من بين القضايا المطروحة للنقاش على هامش القمة.
