نزار بركة : «لا يمكن لأي بلد أن يواجه الأزمة المناخية بمفرده»

0 56
خلال افتتاح منتدى ClimAfrica 2025 المنعقد يومي 30 شتنبر و1 أكتوبر بقصر المؤتمرات بالصخيرات، دعا نزار بركة، وزير التجهيز والماء، إلى تعزيز التعاون الإفريقي، وتشجيع الابتكار التكنولوجي، وتعبئة الطاقات الشبابية من أجل تحويل المخاطر المناخية إلى فرص للصمود والتنمية.

 

في كلمته الافتتاحية، شدّد الوزير على أن المنتدى، المنظم تحت شعار «من المخاطر إلى القدرة على الصمود: الأرصاد الجوية والابتكار في خدمة أنظمة الإنذار المبكر بإفريقيا»، يشكل فضاء قارياً متميزاً يربط بين العلم والبنيات التحتية والتمويل واتخاذ القرار.
وقال بركة: «هذا المنتدى نابع من قناعة راسخة بأن إفريقيا مطالبة بأن تتحدث بصوت واحد وتتحرك بشكل جماعي لمواجهة آثار التغير المناخي»، مؤكداً أن الهدف هو الانتقال من الهشاشة إلى الصمود، ومن الصمود إلى القدرة التنافسية.

 

تحديات مناخية غير مسبوقة

 

وأشار الوزير إلى أن سنة 2024 سُجلت كأكثر السنوات حرارة على الإطلاق على المستوى العالمي، بزيادة بلغت 1,55 درجة مئوية عن الحقبة ما قبل الصناعية، وفق المنظمة العالمية للأرصاد الجوية. كما عرف مستوى سطح البحر ارتفاعاً قياسياً، فيما تضاعفت الكوارث الطبيعية من موجات حر وجفاف وحرائق وفيضانات مدمرة.
أما على الصعيد الوطني، فقد تميّزت السنة نفسها بجفاف هو من بين الأشد منذ ستة عقود، ودرجات حرارة قياسية بعدة مدن، إلى جانب تساقطات مطرية غزيرة وغير مسبوقة بالجنوب الشرقي للمملكة. وقال بركة: «هذه التحديات تفرض علينا استجابات منسقة وشاملة ومستدامة».

 

الإنذار المبكر أولوية ملحّة

 

وفي هذا السياق، أشاد الوزير بمبادرة الأمم المتحدة «الإنذار المبكر للجميع»، القائمة على أربعة محاور أساسية: معرفة المخاطر، الرصد والتحليل، نشر الإنذارات والتواصل بشأنها، ثم الاستعداد للاستجابة. وأضاف: «لا يمكن لأي بلد بمفرده أن يمتلك كل القدرات التقنية والبشرية والمالية اللازمة. وهذا يستدعي تعزيز التعاون الدولي وتقاسم المعرفة».
كما أبرز الدور المحوري للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية في دعم خدمات الأرصاد بإفريقيا التي لا تزال تعاني من ضعف في الإمكانات والتمويل.

 

الريادة المغربية

 

وأكد بركة أن المغرب، عبر المديرية العامة للأرصاد الجوية، أصبح فاعلاً إقليمياً مرجعياً في مجال الخدمات المناخية، بفضل تطوير أنظمة إنذار متعددة المخاطر، واعتماد تقنيات متقدمة مثل الأقمار الصناعية، والرادارات، والحواسيب الفائقة، والذكاء الاصطناعي.
كما توقف عند الدور المحوري للشباب، قائلاً: «الشباب هم من بين الأكثر تضرراً من الأزمة المناخية، لكن ينبغي أن يكونوا أيضاً في صميم الحلول»، مشيراً إلى إطلاق مسابقة ClimAfrica Challenge الموجهة لتشجيع الحلول الرقمية والمبتكرة لمواجهة التغير المناخي.

 

الابتكار والاستثمار والتعاون

 

واعتبر الوزير أن الابتكار المناخي لا يمكن أن يتحقق بدون استثمار وشراكات قوية بين القطاعين العام والخاص، مؤكداً في الوقت ذاته على أهمية تقوية القدرات المحلية والإقليمية لتمكين الفاعلين الأفارقة من استيعاب المعطيات المناخية واستغلالها بالشكل الأمثل.
وفي ختام كلمته، دعا نزار بركة إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، ولا سيما في إطار الشراكة جنوب–جنوب، من أجل تبادل التجارب الناجحة، وتوحيد الجهود، وبناء مبادرات مشتركة لتعزيز الصمود.
وقال الوزير: «المغرب يظل ملتزماً بجعل الابتكار التكنولوجي، وتكوين الشباب، والتعاون الإقليمي روافع أساسية لإفريقيا قادرة على تحويل المخاطر المناخية إلى فرص تنمية مستدامة».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.