منطقة الرباط–سلا–القنيطرة.. قاطرة الاستثمار في المغرب
تواصل جهة الرباط–سلا–القنيطرة ترسيخ مكانتها كأحد أبرز أقطاب الاستثمار الصاعدة بالمغرب، بفضل سلسلة من الإصلاحات البنيوية والمبادرات المبتكرة التي جعلت منها نموذجاً يحتذى في تنزيل الجيل الجديد من السياسات الاستثمارية.
هذا التوجه أكدته أشغال المنتدى رفيع المستوى المنظم تحت شعار «الاستثمار في جهة الرباط–سلا–القنيطرة: معاً من أجل مناخ أعمال تنافسي»، بمبادرة من المركز الجهوي للاستثمار (CRI-RSK)، وبشراكة مع وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ووكالة أنابيك، وماروك PME، وتمويلكم.
دينامية متسارعة وتحول في الحوكمة الجهوية
بفضل استثمارات تفوق 115 مليار درهم وتوقعات بخلق أكثر من 116 ألف فرصة عمل خلال 2024، أصبحت المنطقة وجهة مفضلة للمستثمرين المحليين والدوليين.
ويُعزى هذا الزخم إلى دخول القانون رقم 22-24 المعدِّل للقانون المتعلق بالمراكز الجهوية للاستثمار حيز التنفيذ، وهو ما مثّل منعطفاً في مسار اللامركزية الاقتصادية.
وأوضح أحد مسؤولي المركز أن هذه الإصلاحات «منحت دفعة قوية للاستثمار الجهوي، من خلال تعزيز استقلالية القرار وتسريع معالجة المشاريع»، مضيفاً أن الإجراءات الجديدة تتيح البتّ في الاتفاقيات التي تقل قيمتها عن 250 مليون درهم على المستوى المحلي، ما يضع حداً لسنوات من البيروقراطية المركزية.
المركز الجهوي للاستثمار.. فاعل محوري في التنمية الترابية
لم تعد المراكز الجهوية مجرّد منصات إدارية، بل تحولت إلى شركاء استراتيجيين للمستثمرين، تواكب مشاريعهم من الفكرة إلى التنفيذ، وتعمل على تنسيق الجهود بين القطاعين العام والخاص.
ويأتي هذا التوجه في انسجام مع منظور الجهوية المتقدمة، التي تُعد رافعة أساسية لتفعيل ميثاق الاستثمار الجديد.
ميثاق الاستثمار.. البوصلة الجديدة لجذب الرساميل
يهدف الميثاق، المنبثق عن القانون الإطار رقم 03-22، إلى رفع حصة الاستثمار الخاص إلى ثلثي مجموع الاستثمارات الوطنية بحلول 2035، وتقليص الفوارق بين الجهات.
ويرتكز على نظامي دعم:
- دعم عام مرتبط بخلق فرص الشغل والقيمة المضافة المحلية والاستدامة،
- ودعم خاص موجه للقطاعات ذات الأثر الاستراتيجي العالي.
بالنسبة لجهة الرباط–سلا–القنيطرة، يشكل الميثاق رافعة لتوجيه الاستثمارات نحو قطاعات واعدة مثل السياحة المستدامة، والصناعة الخضراء، والتكنولوجيا، والصناعة التقليدية ذات القيمة المضافة العالية.
شراكات مؤسساتية لخدمة المستثمر
المنتدى أبرز تعبئة جماعية للمؤسسات العمومية حول هدف واحد: تسهيل مسار المستثمر.
فقد قدمت أنابيك برامج تكوين وتشغيل موجهة لحاجيات السوق، وتمويلكم آلية MDM Invest لدعم استثمارات مغاربة العالم، فيما عرضت “ماروك PME” برنامج Go Siyaha لتطوير مشاريع السياحة البيئية والمستدامة.
أما وزارة السياحة فاستعرضت مستجدات القانون 80-14 الخاص بالمؤسسات السياحية، الذي حدّث الإطار القانوني وسهّل إجراءات الاستغلال.
جهة بمؤهلات قوية ورؤية واضحة
تتوفر جهة الرباط–سلا–القنيطرة على موقع جغرافي استراتيجي على المحور الأطلسي، ونسيج صناعي متنوع، ورأسمال بشري عالي الكفاءة بفضل أقطابها الجامعية المتميزة.
ويسعى المركز الجهوي للاستثمار إلى ترسيخ ثقة المستثمرين واستدامة جاذبية الجهة، باعتبارها نموذجاً وطنياً في الحكامة الاقتصادية الترابية.
نحو استثمار منتج ونمو شامل
لم يقتصر المنتدى على تقييم حصيلة الإنجازات، بل أكد أن تحسين مناخ الأعمال شرط أساسي للنمو الشامل.
وفي هذا الإطار، يواصل CRI-RSK وشركاؤه مسار تبسيط المساطر وتحفيز الاستثمار الخاص وخلق القيمة المضافة المستدامة.
واختُتمت أشغال المنتدى بتأكيد مدير المركز أن «جهة الرباط–سلا–القنيطرة تجسد اليوم صورة المغرب المتجدد: إصلاحات جريئة، ومرونة مؤسساتية، ورؤية تشاركية تجعل من الاستثمار رافعة للتنمية والعدالة المجالية».