منتدى AZIAN BUSINESS FORUM 2025 يسلّط الضوء على التكامل الصناعي واللوجستي لتحقيق تنمية مستدامة
تنظم جمعية المنطقة الصناعية عين السبع – الحي المحمدي (AZIAN) النسخة الرابعة من منتدى AZIAN BUSINESS FORUM، وذلك يوم 21 ماي 2025 بفندق “لو غراند موغادور” بالدار البيضاء، تحت شعار:
“المناطق اللوجستية والصناعية: تآزر استراتيجي في خدمة التنمية الاقتصادية والتشغيل”.
في استمرارية لموعد أصبح سنويًا، تندرج هذه النسخة الجديدة ضمن طموح الجمعية لجعل هذا المنتدى فضاءً للتفكير وتقديم المقترحات الملموسة، يجمع مختلف الفاعلين في المنظومة الاقتصادية والمؤسساتية والصناعية. وقد شارك في هذه النسخة أكثر من 400 مشارك، ما يعكس الاهتمام المتزايد بالقضايا المتعلقة بالتنمية الصناعية واللوجستية في المملكة.
وقد تميز هذا اليوم بحضور مؤسساتي قوي، بمشاركة السيد يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، والسيد رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، والسيد عبد اللطيف معزوز، رئيس مجلس الجهة، والسيد غسان المشرفي، المدير العام للوكالة المغربية لتنمية اللوجستيك، والسيدة غيثة لحلو، نائبة رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب (CGEM).
وخلال افتتاح المنتدى، شدد السيد يونس السكوري على ضرورة ملاءمة السياسات العمومية في مجال الشغل مع الديناميات الصناعية المحلية. كما أبرز الإصلاحات الهيكلية التي انخرطت فيها الحكومة من أجل تحديث سوق الشغل وتعزيز الإدماج المهني.
وأكد في كلمته:
“من الضروري تعزيز الروابط بين المنظومات الصناعية التاريخية والسياسات العمومية في مجال التشغيل. إن خارطة الطريق الحكومية في مجالي التشغيل والاستثمار تعبئ مختلف الفاعلين لتسهيل إدماج الشباب، سواء كانوا من حاملي الشهادات أم لا. كما سنشرع، مع الشركاء الاجتماعيين، في ورش مهم لمراجعة مدونة الشغل، باعتبارها رافعة أساسية للتنافسية والعدالة الاجتماعية.”
من جهته، أبرز السيد محمد فكرات، رئيس جمعية AZIAN، في كلمته الافتتاحية، الرمزية الاستراتيجية للرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، واصفًا إياها بأنها رافعة قوية للتعبئة الجماعية. وذكّر بأن منتدى AZIAN BUSINESS FORUM أصبح، عبر نسخ متعددة، أكثر من مجرد موعد سنوي، بل منصة للتشاور وتبادل الخبرات والعمل المشترك، تستند إلى الذكاء الجماعي وواقع الميدان. وأكد على أهمية بلورة أفكار عملية، وتثمين التجارب المحلية، وتعزيز التآزر بين الصناعيين والمؤسسات والفاعلين العموميين. “المنتدى قوة اقتراحية موجهة نحو المستقبل، في خدمة التقدم الصناعي لجهتنا وبلدنا”، قالها مؤكداً امتنانه لجميع الشركاء الداعمين للجمعية.
وعلى هامش الحدث، تم توقيع ثلاث اتفاقيات شراكة، تجسيدًا لرغبة الجمعية في تعزيز التآزر الاقتصادي والاجتماعي داخل المنطقة الصناعية. الاتفاقية الأولى أُبرمت مع شركة INGELEC، وتتضمن شروطًا تجارية تفضيلية ومواكبة تقنية مخصصة لفائدة المقاولات الأعضاء. أما الاتفاقية الثانية، التي وُقعت مع GMHD، فستمكن الأعضاء من الاستفادة من أسعار تفضيلية لمجموعة واسعة من المعدات والخدمات. وأخيرًا، تهدف اتفاقية شراكة مع مدرسة Neo School إلى تسهيل ولوج أبناء العاملين في المقاولات الأعضاء إلى تعليم عالي الجودة.
وقد سلطت نسخة 2025 الضوء على التحديات الاستراتيجية المتعلقة بالترابط والتكامل بين المناطق اللوجستية والمناطق الصناعية، من خلال تنظيم مائدتين مستديرتين رفيعتي المستوى، وكلمة افتتاحية مؤثرة. وشهدت هذه الدورة مداخلة متميزة للسيد منصف بلخياط، رئيس مجموعة H&S Invest Holding، حول رهانات التنافسية الترابية ورافعات التحول.
تناولت النقاشات إعادة تشكيل المجالات الصناعية في ضوء المتطلبات اللوجستية الجديدة، وتحديات الاستدامة، والولوج إلى العقار، والتكوين المستمر، وتحسين تدفق السلع والخدمات. وقد تبادل رؤساء الشركات، والمسؤولون العموميون، وممثلو وكالات التنمية الجهوية، رؤاهم وتجاربهم بهدف تحديد حلول عملية.
وفي كلمته الختامية، أشاد السيد محمد فكرات بـ”جودة النقاشات، والتعبئة الجماعية للمشاركين، والإرادة المشتركة في التفكير في نموذج جديد للتنمية الصناعية، يقوم على التكامل اللوجستي، والإدماج الترابي، والاستدامة”. كما جدّد التأكيد على طموح الجمعية في جعل هذا المنتدى محفزًا للتعاون بين المؤسسات، وحاضنة للمبادرات الملموسة لخدمة النسيج الإنتاجي الوطني.
وقد شكلت هذه النسخة الرابعة أيضًا فرصة لإبراز المسار التاريخي للمنطقة الصناعية عين السبع – الحي المحمدي، التي تمتد لأكثر من 100 سنة، وتضم اليوم أزيد من 500 مقاولة تنشط في حوالي 30 قطاعًا، وتوفر أكثر من 38 ألف منصب شغل مباشر. وتُعد هذه المنطقة القلب النابض للاقتصاد البيضاوي، وتلعب دورًا مركزيًا في تحقيق السيادة الصناعية، والغذائية، والطاقية، والدوائية للمملكة.