منتدى “Africa CEO Forum”: دعوات رئاسية لإرساء شراكة استراتيجية جديدة بين القطاعين العام والخاص

0 37

شهدت العاصمة الإيفوارية أبيدجان، انطلاق فعاليات الدورة الثانية عشرة من منتدى “Africa CEO Forum”، بمشاركة عدد من رؤساء الدول الإفريقية، الذين وجهوا نداءً واضحاً لتأسيس شراكة جديدة، أكثر صلابة واستراتيجية، بين الحكومات والقطاع الخاص، معتبرين إياها شرطاً أساسياً لتسريع وتيرة التنمية في القارة.

وخلال جلسة رئاسية مرتقبة، شدد الرئيس الرواندي بول كاغامي على أهمية مواصلة الإصلاحات الجذرية، مؤكداً أن الدول الإفريقية تمتلك الموارد الطبيعية والمعرفة والإرادة السياسية اللازمة لتحقيق النجاح، لكنها بحاجة إلى تنظيم أفضل وثقة أكبر في القدرات الذاتية. وقال: “لدينا كل ما يلزم: الموارد، والمعرفة، والإرادة. ما ينقصنا فقط هو التنظيم والثقة في أنفسنا”.

من جانبه، أكد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني أهمية إرساء شراكة استراتيجية مع القطاع الخاص لمواجهة التحديات الكبرى، وعلى رأسها تحديات الطاقة. واستعرض في هذا السياق المشروع الوطني للطاقة في بلاده، الذي يستقطب استثماراً يفوق 1.25 مليار دولار، بمساهمة نشطة من القطاع الخاص.

بدوره، أبرز الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا الدور المحوري للبنيات التحتية، واصفاً إياها بالمجال المشترك الذي يجب أن يتحرك فيه القطاعان العام والخاص بشكل منسجم. وأوضح أن “البنيات التحتية تخلق فرص العمل، وتنشط الاقتصاد، وتعزز الاندماج الإقليمي”.

أما نائب رئيس جمهورية الكوت ديفوار، تييموكو ميلييت كوني، فقد ركّز على مسألة الحكامة، مؤكداً أن جاذبية الدول للاستثمار ترتكز أساساً على الشفافية واستقرار المؤسسات. كما نوه بالدور الحاسم للقطاع الخاص في تمويل المخطط الوطني للتنمية في بلاده، الذي يستهدف الحفاظ على معدل نمو اقتصادي يناهز 7% سنوياً.

وقبيل الجلسة الرئاسية، انطلقت أشغال المنتدى تحت شعار: “هل يمكن لصفقة جديدة بين القطاعين العام والخاص أن تعيد تشكيل مستقبل القارة؟”. وأجمع المتدخلون على أن أفريقيا، بفضل حكومات أكثر فاعلية وسياسات عمومية طموحة، قادرة على الاستفادة من دينامية القطاع الخاص لتسريع تحولها الاقتصادي.

وتعرف دورة 2025 من المنتدى مشاركة أكثر من 2800 مشارك يمثلون 75 دولة، من بينها المغرب. وتتكون الوفد المغربي من ممثلين عن وزارة الاستثمار، ومجموعة OCP، ومنطقة الدار البيضاء المالية (Casablanca Finance City)، والاتحاد العام لمقاولات المغرب (CGEM)، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، وميناء طنجة المتوسط، إلى جانب عدد من الشركات الوطنية الفاعلة في قطاعات البنوك والصناعة والصيدلة والتعدين والخدمات المالية.

ويكرس هذا الموعد مكانته كمنصة حوار عالية المستوى، تعكس إرادة القادة الأفارقة لتوحيد الجهود من أجل بناء نموذج تنموي مستدام، قائم على شراكة متجددة وفعالة بين القطاعين العام والخاص.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.