منتدى “الحوكمة بإفريقيا” بمراكش: الشباب الإفريقي في قلب تحقيق أهداف التنمية المستدامة

أكدت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، أن الشباب الإفريقي يضطلع بدور محوري في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشددة على ضرورة تجاوز النظرة التقليدية التي تحصره في دور المستفيد فقط، والاعتراف به كـ”قائد ومبتكر وشريك رئيسي في مسار التحول الذي يعرفه القارة”.

خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى “إبراهيم للحوكمة بإفريقيا” (IGW 2025)، الذي انطلقت أشغاله بمدينة مراكش، دعت المسؤولة الأممية إلى تسريع وتيرة الإصلاحات في السنوات الخمس المقبلة، باعتبار سنة 2025 محطة حاسمة في تنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030.

كما شددت على أهمية حماية الفئات الهشة، خاصة النساء والأطفال، معتبرة أن العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين يشكلان أساسًا لأي تنمية متوازنة وشاملة.

وأكدت أمينة محمد أن نجاح إفريقيا ينبغي أن ينبع من داخلها، من خلال استغلال الفرص المتاحة مثل تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (ZLECAf)، وتوسيع الولوج إلى الأسواق، وتحسين إدارة الموارد، وتعزيز الاستثمارات المنتجة.

كما جددت التزام الأمم المتحدة بدعم الاتحاد الإفريقي في تعبئة الموارد المالية، وتعزيز الاستقرار، وترسيخ المساواة، لبناء مستقبل مزدهر لكافة الشعوب الإفريقية.

مدير منظمة الصحة العالمية: نحو سيادة صحية إفريقية

من جانبه، حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، من التأخر الذي ما تزال تسجله القارة الإفريقية في تنفيذ أجندة 2063، رغم بعض التقدم المسجل.

وأوضح أن إفريقيا واجهت خلال السنوات الخمس الماضية صدمتين كبيرتين: جائحة كوفيد-19 والتقليص الحاد للمساعدات الدولية، وهو ما أثر بشكل “خطير” على الأنظمة الصحية، وأدى إلى إغلاق عدد من المراكز الصحية، وتسريح العاملين في المجال، وحرمان الملايين من المواطنين من العلاج.

وفي هذا السياق، دعا الدول الإفريقية إلى اعتبار هذه الأزمات فرصة للتحول، ولبناء اكتفاء ذاتي صحي بعيدًا عن الاعتماد على المساعدات، مشيرًا إلى آليات ممكنة لتحقيق ذلك مثل: الضرائب على التبغ والكحول، والتأمين الصحي العمومي، والمشتريات الجماعية، ومحاربة الفساد والتهريب.

منتدى سنوي تحت رعاية ملكية سامية

ينعقد منتدى “الحوكمة بإفريقيا”، الذي تنظمه مؤسسة مو إبراهيم، سنويًا في بلد إفريقي مختلف، ويُعد من أبرز المحافل التي تجمع صناع القرار والخبراء في مجالات السياسة والاقتصاد والمجتمع المدني.

ويقام المنتدى هذه السنة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمشاركة شخصيات وازنة، لمناقشة سبل تمويل التنمية بالقارة، واستثمار ثرواتها لتسريع التحول وتحسين تموقع إفريقيا في الاقتصاد العالمي الجديد.