استفاد 355 شخصاً ينتمون لفئة العمال المنزليين بجهة الرباط-سلا-القنيطرة من مشروع مشترك للمواكبة بطريقة مبتكرة تلائم احتياجاتهم؛ يتعلق الأمر بأربعة أصناف من المستفيدين، وهم خادمات المنزل والبُستانِيُّون والحُرّاس والسائقون.
وقد تم تحسيس هؤلاء الفئات المهنية وتعريفهم، في إطار المشروع الذي قُدّمت نتائجه، يوم أمس الثلاثاء (28 دجنبر) بسلا، بالقوانين المنظِّمة، خاصة القانون 12.19 الخاص بالعاملات والعمال المنزليين، بالإضافة لاستفادتهم من تكوينات مهنية في مجالات أنشطتهم.
هذا المشروع تسهر على تنفيذه الشبكة المغربية للاقتصاد الاجتماعي والتضامني بشراكة مع عدة أطراف؛ منها المنظمة البلجيكية إيكو كومنكاسيون – Echos communication -، واتحاد الحكومات المحلية الإفريقية، ومجلس جهة الرباط – سلا- القنيطرة، ومجلس مدينة الرباط، وبتمويل من جهة بروكسيل العاصمة فضلا عن انخراط شركاء آخرين.
ووفق نتائج المشروع، فإنه استهدف ما مجموعه 355 عاملا وعاملة منزلية بجهة الرباط-سلا-القنيطرة، ضمنهم 137 خادمة و47 سائقا و130 بستانيا و41 حارسا، استفادوا من ورشات 19 منها تحسيسية و22 للتنمية الذاتية و26 للتكوين على المهنة. كما ساعد على إحداث 30 مجموعة منها ثماني تعاونيات تسلم ممثلوها تقديرات خلال الحفل بحضور فاعلين جمعويين ومُمثلين عن مجلسَيْ الجهة ومدينة الرباط.
جدير بالذكر أن المشرّع المغربي قد تفاعَل مع المعطى والمستجد الرقمي في تطوير مهن العمل المنزلي، حيث تم تنظيم هاكاتون لإبداع تطبيقات وحلول رقمية لهذه الخدمات، همَّت العلاقة مع الزبناء والعرض الخدماتي وتوفير منصات للتكوين والتحسيس.
وفي تصريح إعلامي على هامش الحدث، قال أمين مال الشبكة المغربية للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، منير الغزوي، إن المشروع، الذي انطلق سنة 2019، رَكّز على تحسيس عاملات وعمال المنازل بالقانون الذي دخل حيّز التنفيذ قبل نحو ثلاث سنوات، والذي “يعرف تفعيله بعض التعثرات على مستوى عقود العمل بين هذه الفئة والمُشغِّلين، حيث لم يتجاوز عَدَدُها إلى حدود اليوم 4500 عقد”.
وتابع الغزوي أن المشروع له عدة أهداف ضمنها مواكبة مهنية تمكن المستفيدين من احترافية في العمل المنزلي تقودهم إلى الحصول على شهادات تساعدهم على التفاوض في عقودهم، والاشتغال في إطار مؤسساتي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وإحداث تعاونيات وجمعيات تهتم بهذا النوع من الخدمات.
وأفاد بأن المشروع خرج بـ30 مجموعة وثماني تعاونيات تشتغل في مختلف المهن المنزلية المذكورة، مضيفا أن المشروع انفتح كذلك على الرقمنة باشتغاله على “هاكاتون” لابتكار منصات رسمية لتنسيق هذه المهن ولجعلها، أيضا، فضاء لتكوين وتحسيس فئة العمال المنزليين.
الغزوي لم يُخْفِ طموحه في انفتاح وإشعاع أكبر للمشروع، الذي يُعتبر “تجربة نموذجية على المستوى الوطني”، على شركاء آخرين ليتمّ تعميمه في المغرب وحتى في إفريقيا، خاصة وأن اتحاد الحكومات المحلية الإفريقية من بَيْن شركائه.
من جانبه، اعتبر ممثل منظمة ” Echos communication” بالمغرب، غوتييه بريغو، هذا المشروع طَمُوحا لكونه يساهم في تمكين العمال المنزليين من الاحترافية، لاسِيَما وأن الارتقاء بهذه الفئة نصَّ عليها النموذج التنموي الجديد بالمملكة، ويتماشى مع الإرادة الملكية السامية في تعميم الحماية الاجتماعية لكافة المغاربة.
مجلة صناعة المغرب
متابعة من الدار البيضاء
ي. ي.