في أجواء احتفالية تزامنت مع الذكرى السادسة والعشرين لتربع الملك محمد السادس على العرش، أعلن وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، أن المغرب حقق إنجازاً كبيراً في قطاع السيارات، بوصوله إلى طاقة إنتاج سنوية تبلغ مليون مركبة.
وجاء ذلك خلال مداخلته في الدورة السابعة من ملتقى “Industry Meeting Days” المنعقد يومي 21 و22 يوليوز في الدار البيضاء.
وقال مزور: “احتفلنا بهذا الرقم كهدية رمزية لجلالة الملك على ثقته المستمرة، بعد أن بلغنا أخيرًا قدرة إنتاجية سنوية من مليون سيارة.”
هذا الإنجاز يعكس النمو المتسارع الذي تعرفه صناعة السيارات بالمملكة، والتي أصبحت في ظرف وجيز القطاع التصديري الأول على الصعيد الوطني، مع بروز منظومة متكاملة تجمع كبار المصنعين والمجهزين الدوليين، وتعمل وفق معايير عالمية.
البطاريات: خطوة نحو المستقبل
ولم تتوقف الطموحات الصناعية عند السيارات التقليدية، بل كشف الوزير عن تطور جديد في سلاسل القيمة، حيث أعلن أن المغرب بدأ هذه السنة ولأول مرة في إنتاج مواد نشطة تدخل في صناعة البطاريات، في خطوة تُعد أساسية في ظل التحول العالمي نحو التنقل الكهربائي.
وفي هذا السياق، أوضح مزور أن إيرادات قطاع السيارات مرشحة للارتفاع بثلاثة أضعاف بفضل دمج صناعة البطاريات، ما يعكس انتقالًا استراتيجيًا نحو منظومة صناعية أكثر استدامة وأعلى قيمة مضافة.
الطيران المغربي يوسع مداه
كما سلط الوزير الضوء على قطاع آخر يشهد دينامية قوية، ويتعلق الأمر بالصناعة الجوية، مؤكداً أن الإنتاج في هذا المجال مرشح للارتفاع أربع مرات في أفق 2030، بفضل المشاريع التي انطلقت مؤخرًا.
ويرتكز هذا التطور على قاعدة متينة تشمل منصات صناعية مثل “ميدبارك” (Midparc)، وشبكة من الموردين الحاصلين على اعتماد كبار المصنعين العالميين، إلى جانب موارد بشرية مؤهلة.
وفي ختام كلمته، أشار رياض مزور إلى أن القطاع الصناعي المغربي يشهد تحولاً جذريًا، ملمحًا إلى أن الأشهر المقبلة قد تحمل المزيد من الإعلانات الكبرى. وقال بابتسامة: “هناك بعض الهدايا الصغيرة الأخرى التي ستصل خلال السنة.”
وبهذه الرؤية، يبدو أن الصناعة المغربية تمضي بخطى واثقة نحو مرحلة جديدة، تعزز مكانتها في سلاسل القيمة العالمية، من السيارات إلى البطاريات فالطيران.