مخزون السدود يتجاوز 5,6 مليارات متر مكعب والقلق المائي مستمر

0 49

سجلت الوضعية المائية بالمملكة تحسناً نسبياً في حقينة السدود، عقب التساقطات المطرية والثلجية الأخيرة التي همّت عدداً من مناطق البلاد، وفق أحدث المعطيات المحينة إلى غاية يوم الاثنين 22 دجنبر 2025.

ورغم هذا التطور الإيجابي، فإن المؤشرات العامة تواصل عكس هشاشة التوازن المائي في ظل توالي سنوات الجفاف والتقلبات المناخية.

وحسب الأرقام الصادرة عن منصة «الماء ديالنا» التابعة لوزارة التجهيز والماء، بلغت نسبة الملء الإجمالية للسدود على الصعيد الوطني 33,6 في المائة، بمخزون مائي يناهز 5 مليارات و637 مليون متر مكعب.

ويعزى هذا الارتفاع الطفيف أساساً إلى تحسن الواردات المائية بعد فترة من التراجع، غير أنه يظل غير كاف لتعويض العجز التراكمي الذي راكمته الأحواض المائية خلال السنوات الماضية.

ويعد حوض أم الربيع من بين أكثر الأحواض تأثراً بالإجهاد المائي، إذ لم تتجاوز نسبة الملء به 10,3 في المائة، بمخزون يقارب 511,2 مليون متر مكعب.

ورغم تسجيل بعض السدود داخل هذا الحوض نسب امتلاء كاملة، على غرار سدي سيدي إدريس وسيدي سعيد معاشو، فإن الوضع العام يظل مقلقاً بسبب المستويات المتدنية التي تعرفها سدود استراتيجية، من بينها أحمد الحنصلي، وبين الويدان، وحسن الأول، وهو ما يثير مخاوف متزايدة بشأن تزويد المناطق الفلاحية والحضرية بالمياه.

في المقابل، أظهرت معطيات المنصة وضعية أفضل نسبياً بحوض اللوكوس، الذي بلغت نسبة الملء به 49,4 في المائة، بمخزون مائي يناهز 943,9 مليون متر مكعب.

واستفاد هذا الحوض بشكل ملحوظ من التساقطات الأخيرة، حيث سجلت عدة سدود نسب امتلاء مرتفعة، من بينها سدّا شفشاون والنخلة بنسبة 100 في المائة، وسد الشريف الإدريسي بـ94 في المائة، إلى جانب سد وادي المخازن بـ76 في المائة.

أما حوض سبو، فقد واصل تصدره من حيث حجم المخزون المائي، بحصة بلغت 2 مليار و314,5 مليون متر مكعب، أي بنسبة ملء إجمالية في حدود 41,6 في المائة.

وسجلت عدة سدود داخل هذا الحوض مستويات مرتفعة، من بينها علال الفاسي، ومنع سبو، وبوهودة، ما يعكس الأثر الإيجابي للأمطار والثلوج الأخيرة على هذه المنطقة.

وسجل حوض ملوية بدوره نسبة ملء بلغت 27,9 في المائة، بمخزون مائي يقدر بنحو 200,3 مليون متر مكعب. ورغم بلوغ سد «على واد زا» نسبة امتلاء كاملة، فإن الوضع العام يظل دون المستوى المطلوب لتأمين الحاجيات المتزايدة بجهة تعرف ضغطاً متنامياً على مواردها المائية.

وتكشف المعطيات أيضاً عن تفاوت واضح بين باقي الأحواض، حيث بلغت نسبة الملء بحوض أبي رقراق 75,4 في المائة، بمخزون مهم يناهز 816,6 مليون متر مكعب، ما يجعله من بين الأحواض الأكثر أريحية مائياً.

ويليه حوض تانسيفت بنسبة ملء في حدود 48 في المائة، غير أن مخزونه لا يتجاوز 109,1 ملايين متر مكعب، ما يعكس محدودية قدرته التخزينية مقارنة بأحواض أخرى.

في المقابل، تظل وضعية أحواض سوس ماسة ودرعة واد نون مثار قلق متواصل، إذ لم تتجاوز نسبة الملء بسوس ماسة 19,9 في المائة، بمخزون يقارب 145,7 مليون متر مكعب، بينما سجل حوض درعة واد نون مخزوناً في حدود 298,7 مليون متر مكعب، بنسبة ملء تناهز 28,5 في المائة، وهي أرقام تؤكد استمرار الإجهاد المائي بهذه المناطق.

وتبرز هذه المؤشرات أنه، ورغم التحسن النسبي المسجل بفعل التساقطات الأخيرة، فإن الوضعية المائية بالمملكة ما تزال تتطلب يقظة دائمة وتسريع تنزيل سياسات ترشيد استهلاك المياه، وتوسيع مشاريع تحلية مياه البحر، وتعزيز الربط بين الأحواض، إلى جانب الاستثمار في البنيات التحتية الخاصة بتخزين المياه، بما يضمن تدبيراً مستداماً لهذه الثروة الحيوية في مواجهة التحديات المناخية المتزايدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.