شهد التصويت الأخير لمجلس الأمن حول الصحراء المغربية، الذي أسفر عن اعتماد القرار 2797 الذي يكرّس سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، امتناع باكستان عن التصويت. وبحسب المحلل السياسي المتخصص في قضية الصحراء المغربية، أحمد نور الدين، يمكن فهم هذا الموقف في ضوء الحسابات الجيوسياسية والمصالح الاستراتيجية الخاصة بإسلام آباد.
وأوضح نور الدين أن باكستان تربطها منذ عقود منافسة مع الهند، خاصة فيما يتعلق بدائرة جامو وكشمير، وهي منطقة تتنازع عليها إسلام آباد ونيودلهي. ويعتبر هذا النزاع بالنسبة لباكستان “مسألة وجودية”، على غرار ما تعتبره بعض الدول المغرب عنصراً محورياً في منطقتها الاستراتيجية.
وأشار المحلل إلى أن امتناع باكستان عن التصويت لا ينبع بالضرورة من خلاف حول جوهر ملف الصحراء، بل هو في الأساس رد فعل رمزي على تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين المغرب والهند. وتشمل هذه العلاقات مجالات حساسة مثل الأمن الغذائي والصناعات العسكرية، حيث أبرم المغرب مع الهند اتفاقيات تعاون عسكري، بما في ذلك تصنيع المدرعات على الأراضي المغربية، كما عزز شراكاته في القطاعات الزراعية والصناعية.
وأكد نور الدين أن موقف باكستان يعكس “رد فعل جيوسياسي” تجاه توسع التعاون الاستراتيجي المغربي-الهندي، لكنه لا يمثل معارضة مباشرة لمغربية الصحراء. وقال: «إنه تصرّف دبلوماسي يستند إلى مصالح ثنائية، ولا يمسّ بالشرعية الدولية للموقف المغربي».
رشيد محمودي
