شارك وفد المؤسسات الاقتصادية المغربية، الأربعاء في برلين، في يوم مستقبل المقاولات الصغيرة والمتوسطة، الذي نظمته الاتحاد الألماني للمقاولات الصغيرة والمتوسطة (BVMW)، حيث عقدت العديد من اللقاءات مع الفاعلين في النظام البيئي الصناعي الألماني لاستكشاف فرص الاستثمار في المغرب.
الجناح المغربي الذي أقيم تحت شعار “المغرب الآن” لتشجيع الاستثمار والصادرات، بمثابة نقطة اتصال بين المؤسسات المغربية والعديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة الألمانية من خلفيات مختلفة، والتي جاءت للتعرف على أشكال الاستثمار والفرص التي تقدمها المملكة في إطار ميثاق الاستثمار الجديد.
التقى الوفد، الذي ضم ممثلين عن الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، وصندوق الإيداع والتدبير، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، مع قادة سياسيين ألمان لبحث سبل تعزيز الشراكة الاقتصادية الثنائية, التقى أعضاء الوفد، الذي بادر مكتب المغرب التابع للمنظمة الألمانية لمكافحة التمييز والعنف ضد المرأة، مع أندرياس فيدلر، مدير قسم المغرب في وزارة الخارجية الألمانية.
وفي هذه المناسبة، أشاد السيد فيدلر بتعميق العلاقات الثنائية في إطار الحوار الاستراتيجي متعدد الأبعاد بين المغرب وألمانيا، مرحبا بتطور التبادلات السياسية والاقتصادية بين البلدين.
وخلال هذا التبادل، أبرز الدبلوماسي الألماني التقدم الذي أحرزه المغرب على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، والتطور الديناميكي الذي تشهده المملكة، فضلا عن استقرارها السياسي، وهي كلها عوامل مواتية للاستثمارات الدولية.
وأشاد أيضا بجهود المغرب في مكافحة التغيرات المناخية، مسلطا الضوء على إمكانات عرض الهيدروجين الأخضر المغربي، الذي يجذب اهتماما متزايدا من المستثمرين الألمان.
من جانبه، قدم زكريا كورت، مدير مكتب BVMW-المغرب، ومقره الرباط، فرص الاستثمار التي يوفرها المغرب، خاصة للشركات الألمانية المتوسطة الحجم، مؤكدا على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية لدعم الاستثمار.
كما أعرب السيد كورتي عن ارتياحه لمشاركة المغرب، للسنة الثانية على التوالي، في يوم مستقبل المقاولات الصغيرة والمتوسطة، وهو الحدث الرئيسي في أسبوع المقاولات الصغرى والمتوسطة. وفي هذا الصدد، أكد أن الحضور المغربي يهدف إلى تعزيز الفرص الاقتصادية التي تزخر بها المملكة، لاسيما في إطار الاستعداد لكأس العالم 2030، التي سيشارك المغرب في تنظيمها إلى جانب إسبانيا والبرتغال.
كما سلط المحامي الضوء على الفرص المتاحة للمغرب في القطاعات الواعدة ذات القيمة المضافة العالية، مثل الهيدروجين الأخضر وصناعة السيارات والطيران، حيث تتوفر المملكة على منظومة بيئية ناجحة تجذب اهتماما كبيرا من قبل المستثمرين الألمان.
علاوة على ذلك، ناقش السيد كورتي نشأة BVMW-Maroc، التي تتمثل مهمتها في تسهيل التبادلات بين الشركات الصغيرة والمتوسطة الألمانية والمغرب، سواء على المستوى المؤسسي أو بين الشركات. وأوضح أن هذا المكتب يعد بمثابة نقطة اتصال مميزة لأي استفسارات تتعلق بالاستثمار والتجارة مع المملكة.
أكد بدر إيكن، ممثل مجلس الأعمال المغربي الألماني داخل الاتحاد العام لمقاولات المغرب، خلال اللقاء مع السيد فيدلر، على ضرورة دراسة إنشاء منتدى اقتصادي مغربي ألماني، بهدف تعزيز التبادلات بين الفاعلين الاقتصاديين في البلدين.
وأكد على التكامل بين الاقتصادين، لا سيما في مجال التحول الطاقي، مذكرا بالتزام المغرب بالهيدروجين الأخضر، من خلال العرض المغربي، وموقعه كمحفز إقليمي وقاري لإزالة الكربون.
كما سلط الضوء على الإمكانات التي يتمتع بها المغرب في مجال التكنولوجيات الناشئة، والتي يمكن أن تشكل مجالات جديدة للتعاون الثنائي.
جمع يوم مستقبل الشركات الصغيرة والمتوسطة، وهو حدث رائد مخصص لتعزيز الشركات الصغيرة والمتوسطة في ألمانيا وأوروبا، أكثر من 6000 مشارك من الدوائر السياسية والاقتصادية والصناعية الألمانية، مع تمثيل قوي للاعبين المشاركين في الذكاء الاصطناعي والطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر.
