قطار «البُراق» المغربي يُتوج نموذجاً إفريقياً للسرعة والاستدامة في بكين

0 45

حظي القطار المغربي فائق السرعة «البُراق» بتكريم خاص اليوم في العاصمة الصينية بكين، وذلك خلال مائدة مستديرة نُظمت ضمن فعاليات الدورة الثانية عشرة للمؤتمر العالمي للقطارات فائقة السرعة.

ويعد «البُراق» أول قطار فائق السرعة في القارة الإفريقية، وقد أثار اهتمام الخبراء وصناع القرار الدوليين بفضل أدائه المتميز ونموذجه المستدام.

وخلال جلسة بعنوان «السرعات الفائقة للقطارات: آفاق جديدة»، استعرض المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، محمد ربيع الخليع، النتائج الإيجابية لهذا المشروع الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2018. وأكد الخليع أن «البُراق» يمثل نموذجاً اقتصادياً متوازناً يغطي جميع تكاليف التشغيل ويحقق هامشاً تشغيلياً عالياً، ما يجعله مثالاً ناجحاً في المنطقة.

وأشار الخليع إلى أن البُراق يتميز أيضاً ببصمته البيئية الخضراء، إذ تعمل 90% من قطاراته بالطاقة المتجددة، مما يجعله أقل وسيلة نقل انبعاثاً للكربون في المغرب.

وفي إطار رؤية مستقبلية طموحة، كشف الخليع عن إطلاق مخطط ضخم لتوسيع الشبكة السككية عالية السرعة يمتد حتى عام 2030، بميزانية تناهز 10 مليارات يورو. ويهدف هذا البرنامج إلى ربط خط السرعة الفائقة بمدينة مراكش على مسافة 430 كيلومتراً بسرعة تشغيلية تصل إلى 320 كيلومتراً في الساعة، ليصل طول شبكة القطارات فائقة السرعة بالمغرب إلى 630 كيلومتراً بحلول عام 2029.

وسيمر الخط الجديد عبر خمس جهات تمثل حوالي 65% من الناتج الداخلي الخام الوطني و60% من السكان، رابطاً كبريات المدن بمطارات دولية وملاعب من المقرر أن تستضيف مباريات كأس العالم لكرة القدم 2030، التي ينظمها المغرب بشراكة مع إسبانيا والبرتغال.

كما يتضمن المشروع تعزيز النقل الجهوي بين الرباط ومراكش بخدمة متكررة تصل إلى قطار كل 7,5 دقائق على مسافة 250 كيلومتراً، إضافة إلى اقتناء 168 قطاراً وتشييد حوالي 40 محطة جديدة.

وأكد الخليع خلال اللقاء أن الشركات الصينية تشارك بفعالية في أشغال الهندسة المدنية لهذا المشروع بالتعاون مع المقاولات المغربية، في إطار شراكة متوازنة. وتُنجز شركة China Railway Design Corporation، التابعة للمجموعة الحكومية الصينية للسكك الحديدية، الدراسات التقنية للخط الرابط بين مراكش وأكادير على مسافة 230 كيلومتراً.

وقد أشاد الأمين العام للمنتدى الدولي للنقل، يونغ تاي كيم، بهذا المشروع ووصفه بأنه مثال يحتذى به في مجال النقل المستدام بالقارة الإفريقية، مؤكداً أن المغرب بات من خلال «البُراق» نموذجاً للربط السككي الحديث المتوافق مع أجندة الاتحاد الإفريقي 2063.

وشهدت المائدة المستديرة حضور عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم عبد اللطيف زغنون، المدير العام للوكالة الوطنية للتدبير الاستراتيجي لمساهمات الدولة (ANGSPE)، وعبد القادر الأنصاري، سفير المملكة المغربية لدى الصين. ويجمع هذا المؤتمر العالمي، الذي ينظمه الاتحاد الدولي للسكك الحديدية (UIC)، أكثر من ثلاثة آلاف خبير لمناقشة آخر الابتكارات والتوجهات المستقبلية للنقل السككي عالي السرعة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.