قصةٌ مُلهِمةٌ تلك التي نسَج خيوطها، عثمان كثيري، رجل أعمال مغربي في اسبانيا، استهلها من مستخدم بسيط في شركة لبيع واستئجار السيارات إلى رجل أعمال وزع بمناسبة أعياد الميلاد لسنة 2022، مليون يورو على موظفي شركته، في قصة وجدت صداها في كبريات وسائل الاعلام الإسبانية، التي أشادت بسخاء عثمان كثيري، مؤكدة بأنه بصم على قصة نجاح باهرة.
فـبمناسبة أعياد الميلاد، منحت شركة متخصصة في بيع و تأجير السيارات المستعملة، في جزيرة “مايوركا” بإسبانيا، التي يملكها عثمان كثيري، هدية غير مسبوقة لموظفيها، بمناسبة السنة الميلادية الجديدة 2022، التي سيحتفل بها العالم بعد أيام.
ووزعت الشركة مليون يورو على موظفيها، أي حوالي 2000 يورو لكل موظف، حسب أقدمية كل واحد منهم داخل الشركة.
وقال عثمان كثيري، البالغ من العمر 42 عامًا ، أمام جمع من الموظفين، والمستخدمين، الذين التئموا في ملعب نادي “ريال مايوركا”، :” هذه طريقتي لأشكركم جميعا على حسن تفانيكم، والتزامكم وفوق كل شيء ولائكم للشركة”، مضيفا أمام مسمع الموظفين، الذين فوجئوا بهذه الهدية غير المسبوقة، :” هذا أجمل يوم في حياتي المهنية”.
Gracias @EspejoPublico por dar voz al sector del #rentacar en #Baleares.
La falta de suministro de vehículos provoca que este verano la oferta sea menor y los precios hayan subido. Ante esta situación, recomendamos realizar las reservas lo antes posible para minimizar el impacto. pic.twitter.com/BgwADJpibA— Othman Ktiri (@Othman_Ktiri) July 16, 2021
خطوةٌ استحسنتها وسائل الإعلام الاسبانية، التي أشادت بسخاء المغربي عثمان كثيري، واصفة قيادته للشركة بـ”قصة نجاح حقيقية وباهرة”، وهو الذي انطلق في بداية مساره من الأسفل، حيث كان مجرد مستخدم لدى شركة لبيع السيارات قبل أن يرتقي في المدارج، ويؤسس له شركة خاصة، صبحت اليوم نموذجا يحتذى في مجال ريادة الأعمال في الجارة الإيبيرية.
قصة المغربي عثمان كثيري، حبلى بالعزيمة، الإصرار، والمثابرة، انطلقت فصولها سنة في سنة 2005، حينما أسس شركته الخاصة التي أصبحت تحمل اسم OK Mobility، والتي تتوفر اليوم على وكالات تأجير في سبعة بلدان مختلفة، وحققت خلال سنة 2021، أكثر من 300 مليون يورو، واضعة أهداف طموحة للغاية للسنوات القادمة، رغم التداعيات الوخيمة لجائحة “كوفيد-19”.
رأى عثمان الكثيري، النور في مدينة الدار البيضاء بتاريخ 27 ماي 1979 من أب مغربي، وأم فرنسية. واصل دراسته العليا في ضواحي العاصمة الفرنسية باريس، قبل أن يستقر في بالما بإسبانيا، حيث انطلق في مساره المهني موظفا بسيطا لدى شركات مختلفة في قطاع السيارات، قبل أن يصبح رجال أعمال معروف.
طموح هذا الشاب لم يكن له حدود، ولم يكن للأجر، الذي كان يتوصل به شهريا، ليثنيه عن إصراره، وعزيمته للرقي في مدارج الرقي الاجتماعي، حيث أسس في عام 2005 شركة LOGIC AUTOMOCIÓN S.L.، وهي شركة متخصصة في تسويق وتوزيع المركبات الحديثة. في السنة الأولى تمكنت LOGIC AUTOMOCION S.L. من تحقيق حجم مبيعات وصل الى 680 مركبة، وطاقمها لم يكن يتجاوز آنذاك موظفين اثنين.
لكن في عام 2009، أنهت الشركة التي يرأسها عثمان كتيري، ومقرها “بالما دي مايوركا”، سنتها بحجم مبيعات بلغ أزيد من 6000 سيارة، ومنذ سنة2011 أصبحت الشركة تحمل اسم OK CARS S.L. ، ولها شبكة توزيع، وتصدير السيارات الى 16 دولة منها فرنسا وألمانيا وهولندا وبلجيكا وإيطاليا.
وتضم شركة OK Mobility اليوم أزيد من 450 موظفا، و 35 مكتبا في سبعة بلدان أوربية، ولم تمنع الأزمة العالمية المرتبطة بجائحة فيروس “كوفييد19” عثمان كثيري، من تحقيق نتائج باهرة سنة 2020، حيث حققت رقم معاملات قوي بلغ 294 مليون يورو.
النجاح الذي حققه عثمان كثيري في مساره المهني، وهو الذي انطلق من الصفر، جعله محط اهتمام وسائل الاعلام الإسبانية، و الدولية، ومحط اهتمام منظمي المنتديات والمؤتمرات، خصوصا تلك التي تعنى بسوق السيارات في اسبانيا، وعدد من الدول الأوروبية الأخرى، حيث اعتاد المشاركة في منتديات رجال الأعمال والمؤتمرات التي يتقاسم من خلالها تجربته الشخصية، والمهنية في عالم ريادة الأعمال، وكذا الخبرات التي راكمها طوال حياته المهنية.
بالنسبة لعثمان الكتيري، كونك “رجل أعمال هو قبل كل شيء حب للمغامرة البشرية”، مضيفا :”من هنا جاءت أهمية نقل، و تعزيز القيم مثل الجهد والروح الرابحة، والمثابرة والتميز داخل الفرق”، وهو ما جعله يوزع مكافآت مالية بقيمة مليون يورو على موظفي، ومستخدمي شركة بمناسبة عيد السنة الميلادية الجديدة.
مجلة صناعة المغرب
من الرباط