فرنسا والمغرب: شراكة استراتيجية نحو المستقبل

0 36

 أكدت الوزيرة الفرنسية المنتدبة المكلفة بالمساواة بين النساء والرجال ومكافحة التمييز، أورو برجي، يوم الثلاثاء بالدار البيضاء، أن العلاقات بين فرنسا والمغرب “قديمة، عميقة وثمينة”، وهي مرشحة لمزيد من التعزيز لمواجهة التحديات المشتركة، في إطار رؤية مستقبلية.

وفي لقاء مع أفراد الجالية الفرنسية المقيمة بالمغرب، أبرزت السيدة برجي أن الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب في أكتوبر 2024، بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، شكلت محطة جديدة في الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

وشددت على الطموح المشترك لإعادة تجديد هذه العلاقة على أساس الثقة والاحترام المتبادل والتضامن، معتبرة أن “المتوسط ليس حدودًا، بل جسرًا”، وأن “إفريقيا، التي يُعدّ المغرب فاعلًا محوريًا فيها، توجد في صلب رهانات القرن الحادي والعشرين”.

وعلى مستوى التعاون الثقافي والتربوي، أشارت الوزيرة إلى الدينامية التي تشهدها المبادلات البشرية بين البلدين، مبرزة أن عدد التلاميذ المسجلين بالمؤسسات الفرنسية في المغرب يفوق 43 ألفًا، 70% منهم من الجنسية المغربية، في حين يتابع أكثر من 45 ألف طالب مغربي دراستهم في فرنسا، ما يجعلهم أكبر جالية طلابية أجنبية هناك.

اقتصاديًا، نوهت السيدة برجي بمتانة العلاقات الاقتصادية الثنائية، حيث يبلغ حجم المبادلات التجارية حوالي 15 مليار يورو، مع وجود أكثر من 1000 شركة فرنسية تنشط في المملكة، وتشغل نحو 150 ألف عامل مغربي. كما ذكّرت بتوقيع 40 اتفاقية في أكتوبر الماضي، بقيمة إجمالية تناهز 11 مليار يورو، منها 6.3 مليار استثمارات فرنسية، تغطي قطاعات استراتيجية كالبنية التحتية والطاقة والفلاحة والثقافة والحماية المدنية.

وفي سياق دعم الإدماج الاقتصادي، أثنت على الجهود المغربية في تكوين الكفاءات النسائية، مشيرة إلى أن المغرب يُكوّن اليوم، نسبيًا، مهندسات أكثر من فرنسا، معتبرة أن هذا النموذج يعكس قدرة على الأداء والصمود.

كما أبرزت الوزيرة الدور القيادي للمغرب في الدبلوماسية النسوية، مشيدة بانضمام المملكة في ماي الماضي إلى “تحالف السياسة الخارجية النسوية”، إلى جانب سلوفينيا، ضمن مبادرة تترأسها فرنسا وكولومبيا.

وأضافت أن المغرب يُعد الشريك الأول عالميًا للوكالة الفرنسية للتنمية، بحجم التزامات سنوي يفوق 400 مليون يورو، ما يعكس إرادة مشتركة لبناء مستقبل قائم على التنمية المستدامة والعادلة والشاملة.

من جهته، أكد سفير فرنسا بالمغرب، كريستوف لوكورتيي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن العلاقات الثنائية، كما أرادها جلالة الملك محمد السادس والرئيس إيمانويل ماكرون، تقوم على عدة محاور متكاملة، من ضمنها تعزيز التعاون في مجالات الصناعة والطاقة والتكوين والتنمية في إفريقيا جنوب الصحراء.

وأشار السفير أيضًا إلى أهمية الحوار المستمر حول القيم المشتركة، خاصة في ما يتعلق بالمساواة ومكافحة التمييز ودور المرأة في المجتمع، موضحًا أن زيارة الوزيرة برجي تندرج في هذا الإطار، من خلال لقاءات مع مسؤولين سياسيين وفاعلين اقتصاديين وجمعويين في الرباط والدار البيضاء ومراكش.

هدى ريفي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.