عبد اللطيف معزوز يكشف عن خارطة الطريق الصناعية لجهة الدار البيضاء-سطات

0 42

في اليوم الأول من ملتقى “الأيام الصناعية” المنعقد يومي 21 و22 يوليوز بالدار البيضاء تحت شعار “المناطق الصناعية المستدامة، رافعة للتنمية الترابية”، قدّم عبد اللطيف معزوز، رئيس مجلس جهة الدار البيضاء-سطات، رؤية متكاملة للنهوض بالقطاع الصناعي في الجهة، قائمة على تعبئة العقار، تحديث البنيات التحتية، تعزيز الربط الطرقي والسككي، والامتثال للمعايير البيئية.

740 هكتاراً لإنشاء 100 ألف منصب شغل

في قلب هذه الرؤية الطموحة، أعلن معزوز عن تعبئة غير مسبوقة للعقار الصناعي، همّت بالأساس ثلاث مناطق جديدة: الرشاد، أهل الغلام، وزناتة، بمساحة إجمالية تقدر بـ740 هكتاراً.

وأكد المسؤول الجهوي أن الطلب على الاستثمار يفوق المساحة المتاحة، بالنظر إلى الموقع الاستراتيجي لهذه المناطق القريبة من الميناء ومحاور الطرق والسكك الحديدية.

ويهدف المشروع إلى إيواء مئات المقاولات عبر عرض عقاري وتسهيلات في الكراء، مع إتاحة إمكانيات للبناء حسب احتياجات الشركات. وقدر معزوز عدد مناصب الشغل التي ستُحدثها هذه المشاريع بما لا يقل عن 100 ألف وظيفة.

تحديث دون إقصاء المناطق الصناعية العتيقة

معزوز شدد على أهمية عدم التخلي عن المناطق الصناعية القديمة، وعلى رأسها منطقة بانلوسي بعين السبع، أقدم منطقة صناعية بالمملكة، والتي تخضع لعملية تحديث شاملة.

وأكد أن الجهة ضخت استثمارات كبيرة للحفاظ على هذا الموروث الصناعي وضمان استمرارية النشاط الاقتصادي وفرص الشغل داخله.

ربط الصناعة بالتنقل الذكي

من أبرز رهانات هذا التحول، حسب معزوز، تطوير البنيات التحتية المرتبطة بالتنقل، إذ أكد أن غياب وسائل نقل ملائمة يشكل عقبة أمام نجاح أي مشروع صناعي.

وفي هذا الإطار، أشار إلى مخطط إحداث شبكة قطارات جهوية بشراكة مع المكتب الوطني للسكك الحديدية، تربط بين المحمدية والنواصر، بالإضافة إلى قطارين جهويين نحو الجديدة وسطات، سيتم ربط أحدهما بمنطقة صناعية جديدة على مساحة 54 هكتاراً.

لا مكان للصناعة الملوثة

في بُعده البيئي، أكد معزوز أن الدار البيضاء الكبرى تُصنف منطقة محرمة على الأنشطة الملوثة، مبرزاً أن الجهة لن تقبل أي مشروع لا يحترم الشروط البيئية، مهما كان حجمه أو تمويله. كما أعلن عن إطلاق وحدة متطورة لمعالجة وتثمين النفايات، بميزانية تفوق 18 مليار درهم على مدى 32 سنة، ستجعل من الجهة نموذجاً إفريقياً في هذا المجال، مع وعود بإنهاء الروائح الكريهة والتلوث الجوفي.

رؤية من خمسة محاور

في ختام كلمته، لخّص عبد اللطيف معزوز تصور الجهة في خمس ركائز أساسية: التشغيل، العقار، التنقل، البيئة، والجاذبية الترابية. واعتبر أن هذا التصور ليس مجرد إعلان نوايا، بل خطة عمل قيد التنفيذ تسعى إلى بناء صناعة مغربية مستدامة، ذات تأثير اقتصادي واجتماعي واسع.

بهذا الطرح، تبدو جهة الدار البيضاء-سطات ماضية بثقة نحو إرساء نموذج صناعي جديد، يجمع بين الجاذبية الاستثمارية، العدالة المجالية، والالتزام البيئي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.