أشاد وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، اليوم الأربعاء، بمدينة القنيطرة، بدخول المغرب مرحلة جديدة في مساره الصناعي، بعد بلوغه طاقة إنتاجية تصل إلى مليون سيارة سنوياً. جاء ذلك خلال حفل تدشين توسعة مصنع مجموعة Stellantis، وهو مشروع اعتُبر استراتيجياً وهيكلياً بالنسبة للمملكة.
وقال الوزير في تصريح إعلامي: “إنه يوم تاريخي بالنسبة لصناعة السيارات الوطنية. المغرب بحيث يتوفر المغرب على منصة صناعية قادرة على إنتاج مليون سيارة سنوياً، ما يضعه في مصاف الدول الرائدة عالمياً في هذا القطاع.”
وأكد مزور أن هذا الإنجاز يُعد ثمرة الرؤية المتبصرة والتتبع الشخصي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، منذ المراحل الأولى للمشروع، حيث أشرف جلالته شخصياً على توقيع اتفاقية الشراكة، وعلى انعقاد أول مجلس استراتيجي، وكذا على إعطاء الانطلاقة لتوسعة هذا الورش الصناعي.
وأضاف أن منصة القنيطرة، التي كانت في السابق لا تتجاوز طاقتها الإنتاجية 500 ألف وحدة، أصبحت اليوم واحدة من أكثر الوحدات الصناعية تنافسية في العالم، وتشكل عنصراً محورياً ضمن الاستراتيجية العالمية لمجموعة Stellantis.
وأشار الوزير إلى أن هذا المشروع يجسد طموح المغرب في أن يصبح فاعلاً صناعياً رئيسياً، من خلال الاعتماد على الاندماج التكنولوجي، وتكوين الكفاءات المحلية، واعتماد ممارسات إنتاج مستدامة. وقال: “اليوم، يتم تصميم وصناعة العديد من نماذج السيارات من طرف مهندسين مغاربة، وهو ما يعكس القفزة النوعية التي حققتها الصناعة الوطنية في مجالات البحث، والابتكار، والقيمة المضافة.”
كما أبرز رياض مزور الدور المحوري الذي قامت به مختلف مؤسسات الدولة، من حكومات متعاقبة، ووكالات تنفيذية، وهيئات ترابية وشركاء محليين، مشدداً على أن هذا النجاح ما كان ليتحقق لولا العمل المنسق والتعبئة الجماعية لكل مكونات المنظومة الصناعية. وقال: “كل جهة ساهمت بطريقتها في تهيئة الظروف المواتية لبروز هذا النموذج الصناعي الناجح.”
وأشار الوزير إلى أن صناعة السيارات أصبحت اليوم ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني، حيث توفر أكثر من 250 ألف منصب شغل مباشر وغير مباشر، وتساهم بشكل ملموس في تعزيز صادرات المملكة وتقوية سيادتها الصناعية.
وختم الوزير تصريحه بالتأكيد على أن هذه المشاريع لا تمثل نهاية الطريق، بل تشكل مرحلة جديدة نحو بناء صناعة مغربية أكثر سيادة وابتكاراً وتنافسية على المستوى العالمي.
رشيد محمودي