سيام 2025: الفاو و المغرب يبحثان التعاون في مجالي المياه و الزراعة المستدامة

0 29

قال عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا، يوم الأربعاء في مكناس، إن التكنولوجيا تفتح آفاقا واعدة لإحداث ثورة في إدارة المياه، وهو مورد حيوي يشكل أساس كل حياة.

وفي كلمته خلال المؤتمر الوزاري السنوي الخامس لمبادرة “تكيف الزراعة الأفريقية” الذي عقد بمناسبة المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب (SIAM)، أكد السيد الواعر أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مفهومًا مستقبليًا، بل أداة قوية تؤدي إلى تحولات كبيرة في قطاع المياه، معتقدًا أن “الذكاء الاصطناعي يمنحنا القوة والبصيرة اللازمتين لمواجهة التحديات الحالية في هذا القطاع”.

 

وفي إشارته إلى الحلول المبتكرة للتكيف مع التحديات المتعلقة بالمياه، قال المسؤول الأممي: “نحن اليوم عند مفترق طرق بين التكنولوجيا والاستدامة”. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يحدث تحولاً عميقاً في الزراعة، موضحاً أن الأمر لا يتعلق فقط بالأتمتة، بل هو مفتاح للزراعة الأكثر كفاءة وأكثر مرونة وأكثر صداقة للبيئة.

 

واستشهد السيد الواعر بأمثلة ملموسة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي المختلفة في قطاع المياه، مشيرا إلى أن مراقبة جودة المياه في الوقت الحقيقي، والتي تسمح بالكشف الفوري عن التلوث، تساعد في حماية الصحة العامة والنظم البيئية. وأشار أيضًا إلى أن الأنظمة التكنولوجية المدعومة بالذكاء الاصطناعي قادرة على تحليل بيانات الاستشعار لتحديد الملوثات، من بين أمور أخرى.

 

مضيفا أن التقنيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي يمكن أن تمكن المزارعين من تحسين إنتاجية المحاصيل من خلال الزراعة الدقيقة، وتحسين استخدام المياه والأسمدة والمبيدات الحشرية. وأشار إلى أن نماذج التعلم الآلي قادرة أيضًا على التنبؤ بأنظمة المناخ، مما يساعد المزارعين الصغار على الاستعداد للجفاف أو هطول الأمطار الغزيرة.

 

وقال إن أفريقيا ستتمكن من خلال اعتماد الحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي من ضمان وتعزيز أمنها الغذائي، ومعالجة تحديات المناخ وتمكين المزارعين من اتخاذ قرارات مستنيرة ومستهدفة.

 

من جانبه، أكد البروفيسور شينغن فان، عميد أكاديمية اقتصاديات وسياسات الغذاء العالمية بجامعة الزراعة الصينية، على أهمية تعزيز أنظمة الحوكمة الوطنية لتحقيق أهداف تحول أنظمة الغذاء في البلدان. وأوصى ببناء آلية تنسيق وطنية موحدة بين الوزارات والمؤسسات، معتبرا أن نظام الغذاء قضية مشتركة يجب أن تحظى باهتمام جميع أصحاب المصلحة.

 

انعقد المؤتمر تحت شعار “الزراعة الحراجية والقدرة على التكيف مع تغير المناخ: رؤية أفريقية للأمن الغذائي والتنمية المستدامة”، وجمع وزراء الزراعة الأفارقة ومجموعة واسعة من أصحاب المصلحة، بما في ذلك المؤسسات المالية والفنية وشركاء التنمية وممثلي القطاع الخاص والباحثين ومعاهد التنمية والأكاديميين والعلماء.

 

ويشكل هذا المؤتمر المنصة السياسية الرئيسية التي تجمع وزراء الزراعة الأفارقة لتحديد التوجهات الاستراتيجية الرئيسية لمبادرة الزراعة الأفريقية، التي تهدف إلى تعزيز تكيف الزراعة الأفريقية مع تغير المناخ، وهو التحدي الرئيسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في القارة.

 

ويهدف معرض سيام 2025، الذي يقام تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، ويشارك فيه 1500 عارض من 70 دولة، إلى أن يكون مفترق طرق حقيقي للسياسات الزراعية ووقتا مهما لتعزيز التبادلات وتعزيز الشراكات الدولية وتسليط الضوء على الاستجابات الملموسة للتحديات التي يواجهها القطاع الزراعي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.