سويسرا تطلق من الرباط برنامج تعاون اقتصادي جديد مع المغرب بقيمة تفوق 28 مليار سنتيم

0 54

أطلقت سويسرا، بالرباط، برنامجها الجديد للتعاون الاقتصادي مع المغرب للفترة ما بين 2025 و2028، في خطوة تعكس انتقال العلاقات الثنائية إلى مرحلة شراكة استراتيجية موسعة ترتكز على دعم التنافسية، وتحفيز الابتكار، وخلق فرص شغل مستدامة.

ويشرف على هذا البرنامج كتابة الدولة السويسرية للشؤون الاقتصادية (SECO)، وقد جرى تقديمه خلال حفل رسمي بحضور وزير الصناعة والتجارة رياض مزور، وسفير سويسرا بالمغرب فالنتين زيلويغر، وفرانسواز سلامة-غيكس، المسؤولة عن التعاون والتنمية الاقتصادية بالسفارة السويسرية.

وبموجب هذا الإطار الجديد، أصبح المغرب بلداً ذا أولوية للتعاون السويسري، مع تخصيص 25 مليون فرنك سويسري (ما يفوق 28 مليار سنتيم) لتنفيذ مشاريعه خلال السنوات الأربع المقبلة. ويهدف البرنامج إلى تحفيز النمو الاقتصادي الشامل وتحسين مناخ الاستثمار، مع تركيز خاص على المناطق الصاعدة اقتصادياً من أجل تقليص الفوارق الجهوية وتعزيز التنمية المتوازنة.

ويندرج هذا التعاون في صميم أولويات النموذج التنموي الجديد للمملكة، بما يتوافق مع الرؤية الملكية الهادفة إلى تحقيق التحول الصناعي الأخضر والرقمي، وتعزيز تنافسية المقاولات، خاصة الصغرى والمتوسطة التي تمثل ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني.

وفي كلمته خلال حفل الإطلاق، أكد الوزير رياض مزور أن العلاقات الاقتصادية بين المغرب وسويسرا “قائمة على الثقة والتكامل المتبادل”، مشدداً على أهمية الارتقاء بالتعاون الصناعي بما يعزز الابتكار ويخلق قيمة مضافة مشتركة. وأضاف أن “القطاع الصناعي يشكل ركيزة أساسية في الاقتصاد السويسري، والمغرب بدوره مؤهل ليكون شريكاً استراتيجياً قادراً على بلورة حلول مستقبلية مستدامة”.

من جانبه، وصف السفير السويسري فالنتين زيلويغر اختيار المغرب كبلد ذي أولوية بأنه “تعبير صادق عن الثقة والإرادة المشتركة لبناء شراكة مزدهرة”، مشيداً بـ”الاستقرار السياسي والدينامية الاقتصادية” التي تميز المملكة، والتي تجعل منها “منصة إقليمية للابتكار والنمو المستدام”.

ويقوم البرنامج الجديد على أربعة محاور رئيسية:

  1. تحسين مناخ الأعمال ودعم المراكز الجهوية للاستثمار لتعزيز بيئة مشجعة للابتكار.
  2. تطوير التكوين المهني لملاءمته مع احتياجات السوق، خاصة في قطاعي النسيج والسياحة.
  3. دمج سلاسل القيمة المستدامة عبر تشجيع الابتكار والرقمنة والانفتاح على الأسواق الدولية.
  4. توسيع الولوج إلى التمويل لفائدة المقاولات الصغيرة والمتوسطة العاملة في القطاعات ذات القيمة المضافة.

وكترجمة عملية لهذا التعاون، شهد الحفل توقيع مشروع لتطوير السياحة المستدامة بجهة بني ملال–خنيفرة، بمشاركة وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور، والمسؤول السويسري فيليب أورغا، وعماد برقاد، المدير العام للشركة المغربية للهندسة السياحية.

ويجسد هذا المشروع أولى ثمار البرنامج الجديد الذي يضع المغرب وسويسرا على مسار تعاون اقتصادي متجدد يستند إلى الابتكار، والاستدامة، وتقاسم الخبرات من أجل مستقبل أكثر تنافسية للطرفين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.