إطلاق سوق طوعي للكربون بالمغرب: شراكة استراتيجية بين صندوق الإيداع والتدبير والقطب المالي للدار البيضاء

0 391

في خطوة استراتيجية لدعم التنمية المستدامة ومواجهة التحديات المناخية، وقع صندوق الإيداع والتدبير (CDG) وهيئة القطب المالي للدار البيضاء (CFCA) اتفاقية شراكة تهدف إلى إطلاق سوق طوعي للكربون على الصعيد الإقليمي.

وتم التوقيع على الاتفاقية في الدار البيضاء يوم 23 سبتمبر 2024، بحضور خاليد سفير، المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، وسعيد إبراهيمي، المدير العام لهيئة القطب المالي للدار البيضاء.

دعم استراتيجي لأهداف اتفاق باريس

يأتي هذا المشروع في إطار التوجيهات الملكية السامية التي تضع التنمية المستدامة وحماية البيئة في صلب استراتيجية المغرب. كما يدعم المشروع التزام المملكة بأهداف اتفاق باريس لعام 2015 لتقليص انبعاثات الغازات الدفيئة. يسعى المغرب إلى تقليص الانبعاثات بنسبة 45.5% بحلول عام 2030، منها 18.3% كهدف غير مشروط، وهو التزام يعكس الطموح المغربي المتزايد في مواجهة التغيرات المناخية.

السوق الطوعي للكربون: ابتكار لمواجهة التحديات البيئية

يهدف السوق الطوعي للكربون إلى تسريع الانتقال البيئي في المغرب من خلال تطبيق آلية تعويض الكربون، حيث يُلزم مبدأ “الملوث يدفع” الجهات الملوثة بالمساهمة في تقليل الانبعاثات. يعتبر هذا النظام الكربوني خطوة نحو الاستثمار في التكنولوجيا النظيفة، ودعم الالتزامات الوطنية والدولية في إزالة الكربون، كما يعزز تنافسية الصادرات المغربية في ظل تطبيق آلية تعديل الكربون على الحدود من قبل الاتحاد الأوروبي.

تعزيز التمويل المستدام

صرح سعيد إبراهيمي، المدير العام لهيئة القطب المالي للدار البيضاء، قائلاً: “السوق الطوعي للكربون يمثل فرصة فريدة للمغرب وإفريقيا للريادة في مجال التمويل المستدام. هذه الشراكة مع صندوق الإيداع والتدبير ستساهم في بناء منظومة مبتكرة للكربون تتماشى مع الأهداف الوطنية للتنمية المستدامة.”

من جانبه، أكد خاليد سفير، المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، أن “إطلاق السوق الطوعي للكربون يعكس التزام المؤسستين بدعم الاستراتيجية الوطنية منخفضة الكربون وتقديم حلول عملية لمشاريع إزالة الكربون على المستويين الوطني والإقليمي.”

دور إفريقيا في مواجهة التغيرات المناخية

انطلاقاً من الرؤية المشتركة لصندوق الإيداع والتدبير وهيئة القطب المالي للدار البيضاء، تسعى المؤسستان إلى تسريع تطوير أنشطة الحد من الكربون في المغرب وإفريقيا. تتميز القارة الإفريقية بكونها خزانًا كبيرًا للأرصدة الكربونية بفضل حلولها الطبيعية، مما يجعلها مركزًا رئيسيًا لمشاريع إزالة الكربون على المستوى العالمي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.