سعر الذهب في المغرب يستمر في الارتفاع: الأسباب والتأثيرات

0 28

يواصل سعر الذهب في المغرب اتباع الاتجاه الصعودي الذي يُلاحظ في الأسواق الدولية. هذا الجمعة، بلغ سعر المعدن الثمين 862.63 درهم للغرام الواحد، وفقًا لأحدث البيانات السوقية. ويُعزى هذا الارتفاع المستمر إلى عدة عوامل اقتصادية عالمية، بالإضافة إلى الديناميات الخاصة بالمغرب.

يقدم عمر الكتاني، الخبير الاقتصادي والأستاذ بجامعة محمد الخامس-أكدال في الرباط، تحليله لأسباب ارتفاع الأسعار وتأثير ذلك على المغاربة.

وفقًا لعمر الكتاني، فإن أحد الأسباب الرئيسية لهذا الارتفاع هو استراتيجية بعض الدول، ولا سيما الصين، لتقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي. قائلا: “الصين تخزن كميات هائلة من الذهب لتحل محل الدولار تدريجيًا، خاصة في سياق تتعرض فيه هيمنة الدولار للتحدي من قِبَل كتل اقتصادية مثل البريكس”. هذا الجهد يعزز الطلب العالمي على الذهب، مما يؤدي إلى ارتفاع سعره.

إلى جانب ذلك، تتوقع البنوك المركزية حول العالم، وخاصة في أوروبا، حدوث أزمات اقتصادية وجيوسياسية، وتزيد من احتياطياتها من الذهب كإجراء احترازي. ويضيف الكتاني: “هذه البنوك تستعد لتقلبات كبرى، وهذا يُغذي الطلب على الذهب على المستوى العالمي”.

في المغرب، لا يُعد الذهب مجرد أصول مالية، بل هو عنصر ثقافي واقتصادي مهم. يوضح الكتاني: “الكثير من النساء المغربيات يستخدمن الذهب كوسيلة للادخار، خصوصًا في حالات الطوارئ أو الأزمات الأسرية. حيث يقمن ببيع مجوهراتهن للتغلب على الصعوبات المالية”. هذه العادة المتجذرة في المجتمع قد تتعزز مع ارتفاع أسعار الذهب.

ومع ذلك، قد تنشأ سلوكات متباينة. فقد يلجأ البعض إلى بيع مجوهراتهم للاستفادة من الأسعار المرتفعة، في حين قد يفضل آخرون تعزيز مدخراتهم بشراء المزيد من الذهب، متوقعين استمرار الارتفاع.

وأشار الكتاني إلى أن عاملًا آخر يؤثر على الطلب على الذهب في المغرب هو التضخم والانخفاض المحتمل لقيمة الدرهم. وحذر أنه إذا استمرت معدلات التضخم في الارتفاع، فقد يواصل الدرهم فقدان قيمته مقابل العملات الأجنبية، مما يزيد من جاذبية الذهب كوسيلة لحفظ الثروة.

وأضاف: “إذا لم يتراجع التضخم، قد يوصي صندوق النقد الدولي حتى بتخفيض قيمة الدرهم، مما سيجعل الذهب أكثر جذبًا كملاذ آمن”.

في ظل تقلب أسعار الذهب واحتمال انخفاض قيمة الدرهم، ينصح عمر الكتاني المستثمرين المغاربة بالتركيز على الاستثمارات المنتجة، خاصة في إفريقيا، حيث يزداد الطلب على المنتجات المغربية. ويوصي قائلاً: “من المهم التركيز على الإنتاج الحقيقي وليس على المضاربة”.

واختتم الكتاني بتأكيد أهمية الاستثمار في رأس المال البشري والتدريب المستمر، حيث يعد ذلك ركيزة أساسية لتحسين إنتاجية الشركات المغربية وتعزيز قدرتها التنافسية على المدى الطويل.

رشيد محمودي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.