في افتتاح النسخة السابعة من “أيام اللقاءات الصناعية” (Industry Meeting Days)، وجه وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، يوم الاثنين، رسالة قوية ومباشرة إلى الفاعلين الاقتصاديين والدبلوماسيين وممثلي المؤسسات والشركاء الصناعيين بقوله: “الطاقة أولاً وقبل كل شيء”.
وفي كلمة اتسمت بكثافة الرسائل ووضوح الرؤية، شدد الوزير على أن التحولات الدولية الحالية بدءا من توترات تجارية وتسارع تكنولوجي وتحديات بيئية تشكل فرصة سانحة للمغرب لا ينبغي تفويتها، مضيفا: “ننظر إلى الصعوبات كفرص، ونسعى لتحويلها إلى محركات للتنمية.”
ثلاث ركائز للنهضة الصناعية
مزور لخص طموح المغرب الصناعي في ثلاث نقاط رئيسية:
-
الرؤية الملكية الاستراتيجية: اعتبر الوزير أن الطموح الذي يحمله الملك محمد السادس من أجل تقدم شامل للمغرب اقتصاديًا واجتماعيًا وبيئيًا، يشكل البوصلة الكبرى لعمل الحكومة والقطاع الخاص.
-
رأس المال البشري الشاب: وصف الشباب المغربي بالقوة الحقيقية للبلاد، قائلاً: “لطالما اعتُبروا مشكلة، لكنهم في الحقيقة أكبر طاقاتنا. ينتجون بجودة وتنافسية وفق أرقى المعايير الدولية.”
-
الطاقة المتجددة: أكد الوزير أن المغرب اليوم أمام فرصة غير مسبوقة للوصول إلى طاقة نظيفة، وافرة ورخيصة، وهو ما يشكل عاملًا حاسمًا في رفع تنافسية الصناعة الوطنية، بشرط توفر بنية تحتية ملائمة.
الطاقة بدلًا من “التمويل والتكوين والعقار”
في لهجة حازمة، دعا مزور إلى تجاوز النقاشات المعتادة حول ما يُعرف بـ”الثلاثي F” (Formation, Financement, Foncier)، قائلاً: “توقفوا عن الحديث عن الـ3F. دعونا نركز على E: الطاقة، الطاقة، الطاقة.”
وشدد على ضرورة مضاعفة أو حتى ثلاثية قدرات البلاد في نقل الطاقة الكهربائية، باعتبار ذلك حجر الزاوية لأي تقدم صناعي نوعي، قائلاً: “إنه العامل الوحيد الذي قد يعيق انتقالنا إلى مرحلة تنموية جديدة.”
طموحات صناعية تتسارع
كما استعرض الوزير إنجازات القطاع الصناعي، مشيرًا إلى أن المغرب أصبح ينتج مليون سيارة سنويًا، وبدأ في تصنيع مواد البطاريات الأساسية. وتوقع أن تتضاعف القيمة المضافة لصناعة السيارات ثلاث مرات بفضل إدماج مكونات البطارية، في حين ينتظر أن تنمو صناعة الطيران أربع مرات بحلول 2030.
وختم كلمته برسالة واضحة: “نحن أمام تحول صناعي ضخم، لكن باقي القطاعات لن تستطيع مواكبة هذا التطور دون تحرير قدراتنا على توفير الطاقة النظيفة، في كل مكان.”
