رشيد اليزمي: الأب الروحي لبطاريات الليثيوم يتحدث عن مستقبل الطاقة النظيفة

0 89

في عالم يتجه بشكل متسارع نحو الطاقة المستدامة والنظيفة، يبقى اسم العالم والمخترع المغربي رشيد اليزمي، من بين الأسماء اللامعة التي تساهم في تشكيل مستقبل هذا القطاع الحيوي، وخلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي بالشارقة، سلط اليزمي الضوء على أهمية بطاريات الليثيوم في الثورة التكنولوجية الحالية والمستقبلية، حيث من المتوقع أن يتجاوز حجم سوق هذه البطاريات 4 تريليونات دولار بحلول عام 2030.

اليزمي، الذي يعتبر من أبرز المخترعين في مجال الطاقة، أشار إلى أن الطلب المتزايد على بطاريات الليثيوم يعد مؤشرا واضحا على التحول الكبير الذي يشهده العالم نحو استخدام الطاقة الكهربائية النظيفة. ومن المتوقع أن يصل حجم هذه السوق إلى 4700 جيغاوات/ساعة من البطاريات في السنوات القليلة القادمة، ما يعكس تحولاً استراتيجياً في توجهات الصناعات الكبرى والسياسات الحكومية نحو الطاقة المستدامة.

ورغم الإنجازات الكبيرة التي تم تحقيقها في مجال بطاريات الليثيوم، شدد اليزمي على أن هناك الكثير من المجالات التي لا تزال بحاجة إلى تحسين، مشيرا إلى أن من بين هذه المجالات، تبرز مسألة السلامة والأمان في المناطق الحارة، حيث تسعى الأبحاث الحالية إلى تطوير بطاريات أكثر قدرة على تحمل درجات الحرارة المرتفعة. كما يعمل على تقليل الوقت المطلوب لشحن هذه البطاريات إلى أقل من 20 دقيقة، بالإضافة إلى زيادة المسافة التي يمكن أن تقطعها السيارات الكهربائية بشحنة واحدة، مما سيعزز من الاعتماد على هذه السيارات بشكل أكبر في المستقبل.

ولم يغفل اليزمي أهمية تعزيز قدرات الشباب العربي وتمكينهم من الوصول إلى طموحاتهم الإبداعية، مؤكدا على ضرورة توفير بيئة داعمة ومشجعة لهؤلاء الشباب من أجل الابتكار والمساهمة في تطور مجتمعاتهم. فاليزمي، الذي اخترع “أنود الغرافيت” لتطوير بطاريات الليثيوم القابلة للشحن، هو مثال حي على كيفية تحويل الإبداع العلمي إلى ابتكارات تخدم الإنسانية وتساهم في تحقيق تقدم اقتصادي وتقني ملموس.

ويُلقب اليزمي بـ “أبو البطارية” نظرا لإسهاماته الكبيرة في هذا المجال، حيث ابتكر تقنية تسمح بشحن بطاريات الأجهزة الإلكترونية والسيارات الكهربائية في وقت قياسي. وقد نجح اليزمي في تسجيل أكثر من مائتي اختراع، ونشر أزيد من 250 بحثاً علمياً، مما يجعله واحداً من أكثر العلماء تأثيراً في مجال الطاقة على المستوى العالمي.

المنتدى الدولي للاتصال الحكومي بالشارقة، الذي يُشارك فيه 250 متحدثاً من مختلف أنحاء العالم، شكل منصة حيوية لمناقشة التحديات والفرص التي تواجه الحكومات والشعوب في القرن الواحد والعشرين. وناقش المشاركون خلال المنتدى عدداً من القضايا الحيوية مثل حرب المعلومات، والاقتصاد الرقمي، والتنافسية القائمة على المواهب، وأثر الاتصال المبتكر على تحقيق الأهداف التنموية.

وتضمن المنتدى مجموعة متنوعة من الجلسات النقاشية والمحاضرات وورشات العمل، حيث ركزت هذه الفعاليات على خمسة محاور رئيسية. من بينها أثر الاتصال الحكومي على المرونة الاقتصادية، ودور الاتصال الفعال في استقطاب المواهب، ومستقبل التواصل الحكومي في نمط الحياة الافتراضية، بالإضافة إلى دور الاتصال المبتكر في تطوير منظومة الفرص المستقبلية بالاستفادة من الحلول التكنولوجية.

وفي ظل التحول العالمي نحو تبني سياسات تدعم الابتكار والمرونة الاقتصادية، يبرز دور العلماء والمخترعين مثل رشيد اليزمي كقادة للثورة التقنية في مجال الطاقة، حيث يساهمون بجهودهم وإبداعاتهم في تحقيق تنمية مستدامة، ويدفعون بالعالم نحو مستقبل أكثر إشراقاً يعتمد على الطاقة النظيفة والابتكار التكنولوجي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.