رئيس غرفة التجارة بسوس ماسة: إدارة المياه يجب أن تتحول إلى فرصة للابتكار وبناء فلاحة مستدامة

0 41

دعا سعيد ضور، رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة سوس ماسة، إلى تحويل إدارة المياه إلى رافعة حقيقية للابتكار والتنافسية والاستدامة في القطاع الفلاحي والغذائي المغربي، وذلك خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى  “AgriWater 4.0” ، المنعقد اليوم الثلاثاء بمدينة أكادير.

وفي كلمته، توجه ضور بالشكر إلى منظمي هذا الحدث: وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وجهة سوس ماسة، ومجلة صناعة المغرب، مثنياً على «الاحترافية العالية» للمجلة التي وصفها بـ«المؤسسة المواطنة».

 سوس ماسة.. محرك اقتصادي في مواجهة التحدي المائي
أكد رئيس الغرفة أن جهة سوس ماسة تُعد اليوم من المحركات الاقتصادية الرئيسية للمغرب، بفضل نسيج قوي من المقاولات المبتكرة والمصدّرة، مما يجعلها فاعلاً محورياً في الإنتاج الفلاحي والصناعات الغذائية الوطنية.
غير أنه لفت في الوقت ذاته إلى أن الجهة من بين المناطق الأكثر عرضة لتداعيات التغير المناخي ونقص الموارد المائية، ما يفرض تسريع الانتقال نحو نماذج إنتاج أكثر استدامة.

 التوعية والربط بين الفاعلين مفتاح التحول
بصفته ممثلاً لمؤسسة عمومية تُعنى بخدمة المقاولات، شدد سعيد ضور على أن غرفة التجارة تدعم بقوة جهود الانتقال نحو اقتصاد أكثر مرونة واستدامة، من خلال محورين أساسيين:

“توعية النسيج المقاولاتي بأهمية تدبير المياه والنجاعة الطاقية، وتيسير التعاون بين المقاولات والباحثين والمبتكرين والمؤسسات والمستثمرين من أجل إيجاد حلول محلية مبتكرة.”

وأكد أن نجاح هذا التحول يستدعي تعاوناً وثيقاً بين القطاعين العام والخاص، يستند إلى شراكات إقليمية فعالة ومتكاملة.

 تجمع الابتكار الفلاحي.. منصة للتعاون والتجديد
وأشاد رئيس الغرفة بإحداث تجمع الابتكار الفلاحي بسوس ماسة، الذي وصفه بـ«الإطار التشاركي الذي يجمع الفاعلين العموميين والخواص حول مشاريع توظف التقنيات الرقمية والروبوتات والذكاء الاصطناعي وأنظمة الري الدقيقة».
واعتبر أن هذا التجمع يمثل «رافعة استراتيجية لتسريع التحول نحو نموذج فلاحي أكثر تنافسية واستدامة».

من التحدي إلى الفرصة
وفي انسجام مع روح المنتدى، دعا سعيد ضور إلى تغيير النظرة إلى ندرة المياه، مؤكداً أن «إدارة المياه يجب ألا تُعتبر عبئاً، بل فرصة حقيقية للتحول»، مشدداً على دور التكنولوجيا الحديثة — مثل أجهزة الاستشعار، والذكاء الاصطناعي، والري الدقيق — في تحقيق إنتاج أكثر كفاءة مع احترام البيئة.

التكوين والتمويل والابتكار.. مفاتيح المستقبل
ودعا رئيس الغرفة إلى تعبئة جماعية حول ثلاثة محاور أساسية:

  • تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص،
  • تكوين الشباب في مهن الماء والفلاحة الصناعية،
  • إحداث منظومة جهوية للابتكار في هذا المجال.

كما وجه نداءً باسم الغرفة إلى إحداث صناديق وطنية وجهوية مخصصة لدعم الابتكار وحسن استعمال المياه في الصناعات الفلاحية، من شأنها تمويل المشاريع النموذجية، وتعزيز البحث التطبيقي، وتسهيل ولوج المقاولات الصغيرة إلى تقنيات الري والتدوير الذكي.

 رسالة وحدة ومسؤولية
واختتم سعيد ضور مداخلته بالتأكيد على أهمية التعاون الجماعي والمسؤولية المشتركة، قائلاً:

«فلنجعل من إدارة المياه الذكية محركاً للتنافسية والاستدامة، خدمة لمستقبل جهتنا ووطننا».

وجاءت كلمته تعبيراً عن قناعة راسخة بأن الماء يمكن أن يكون القلب النابض لاقتصاد مغربي أكثر ابتكاراً واعتدالاً وتضامناً، خاصة في جهة سوس ماسة التي تمثل نموذجاً للتحول الفلاحي والصناعي في مواجهة التحديات المناخية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.