ديمستورا: مخطط الحكم الذاتي المغربي أصبح المرجعية الوحيدة للحل السياسي

0 33

في أول ظهور له بعد اعتماد مجلس الأمن للقرار رقم 2797، أكد المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستيفان دي مستورا، أن مخطط الحكم الذاتي المغربي لم يعد مجرد مقترح، بل أصبح الإطار المرجعي للعملية السياسية الأممية.

وجاءت تصريحات دي مستورا خلال مؤتمر صحفي عقده من بروكسل، يوم 5 نونبر 2025، عبر تقنية الفيديو مع مقر الأمم المتحدة في نيويورك، في أول تفاعل له مع القرار الجديد الذي تبنّاه المجلس في 31 أكتوبر الماضي بدعم واسع من أعضائه.

تحول في الموقف الأممي

وأوضح دي مستورا أن القرار 2797 يشكل نقطة تحول في مسار تسوية النزاع، إذ اعتبر مخطط الحكم الذاتي المغربي أساساً “واقعياً وجاداً وذا مصداقية” للتوصل إلى حل سياسي دائم.

وقال المبعوث الأممي إن مهمته المقبلة تتمثل في قيادة المفاوضات على أساس المقترح المغربي، مع تحديد الأطراف المعنية بشكل واضح: المغرب، جبهة البوليساريو، الجزائر وموريتانيا.

نحو نسخة محدثة من المقترح المغربي

وأشار دي مستورا إلى أنه ينتظر من المغرب تقديم نسخة محدثة من مقترح الحكم الذاتي، انسجاماً مع ما أعلنه الملك محمد السادس في خطابه الأخير.
وأكد أن الرباط ستعمل على تحيين المقترح وصياغته بشكل مفصل لتقديمه إلى الأمم المتحدة كحل عملي ونهائي للنزاع.

دور جديد للأمم المتحدة

وشدد دي مستورا على أن الدور الأممي لن يقتصر بعد الآن على تسهيل الحوار، بل سيمتد إلى قيادة فعلية للمفاوضات.
وأوضح أن القرار الجديد يمنح الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي تفويضاً واضحاً لتحقيق نتائج ملموسة في أفق ستة أشهر، موعد التقرير المقبل أمام مجلس الأمن.

الجزائر طرف مباشر في العملية

وخلال المؤتمر، صحح دي مستورا رداً على سؤال أحد الصحفيين، أن النزاع لا يقتصر على طرفين، مؤكداً أن الأطراف محددة بوضوح وتشمل الجزائر.
وقال إن هذا التحديد ينسجم مع مضمون القرار الأممي، الذي دعا “جميع الأطراف” إلى الانخراط في العملية السياسية الجديدة.

انفتاح دبلوماسي دون مساس بالإطار

ورغم وضوح الموقف الأممي، أكد المبعوث الشخصي أنه سيبقى منفتحاً على “أفكار بناءة أخرى”، موضحاً أن هذا الانفتاح لا يعني التشكيك في أولوية المخطط المغربي، بل يهدف إلى تشجيع مشاركة جميع الأطراف في المسار السياسي.

دعم أمريكي واضح

واعترف دي مستورا بالدور البارز للولايات المتحدة في بلورة القرار 2797، مشيداً بـ“الانخراط الاستباقي” للدبلوماسية الأمريكية في هذا الملف.
وأشار إلى أن واشنطن كانت وراء الدفع لاعتماد المقترح المغربي كحل وحيد قابل للتطبيق، وهو ما أعاد إحياء الدينامية الدبلوماسية حول الملف.

نحو مرحلة جديدة من الواقعية

وأكد المبعوث الأممي أن “العمل الحقيقي يبدأ الآن”، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستقوم على مقاربة واقعية ونتائج قابلة للقياس.
وبذلك، اعتبر دي مستورا أن القرار 2797 أنهى مرحلة الغموض وأطلق مساراً جديداً يقوم على الواقعية الأممية والمشاركة البناءة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.