دوربان تحتضن التجربة المغربية كنموذج لصعود المناطق الصناعية بالقارة

0 21

تم إبراز التجربة المغربية المتقدمة في تطوير المناطق الاقتصادية الخاصة خلال مؤتمر “المدن والمناطق الصناعية بالقارة الإفريقية” الذي تستضيفه مدينة دوربان بجنوب إفريقيا يومي 3 و4 دجنبر، والذي يشكل محطة قارية لعرض التجارب الناجحة في مجال التصنيع وجذب الاستثمارات.

وفي الجلسة الافتتاحية، التي ترأستها نانغاماسو ماتيبيسي، مستشارة نائب رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، شدد رئيس مجلس جماعة طنجة، منير ليموري، على الأهمية المتزايدة للمناطق الاقتصادية الخاصة داخل السياسات العمومية الإفريقية، باعتبارها رافعة مركزية لاستقطاب الاستثمار الأجنبي المباشر وخلق فرص الشغل، ومحركاً رئيسياً لتوجه القارة نحو تصنيع أكثر تنافسية.

وسلط ليموري الضوء على التحول العميق الذي شهدته طنجة خلال العقدين الماضيين، بفضل الرؤية الملكية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي جعل من مشروع “طنجة المتوسط” أحد أكبر الموانئ والمنصات الصناعية في العالم، وقاطرة مركزية للتنمية الوطنية.

وأبرز أن هذه البنية العملاقة أتاحت للمغرب التموقع كشريك موثوق داخل سلاسل القيمة العالمية، خاصة في قطاع صناعة السيارات، حيث أصبح المغرب حلقة وصل بين أسواق أوروبا والشرق الأوسط والأميركيتين.

وتوقف ليموري عند الأبعاد الجيو-استراتيجية للمبادرة الملكية الأطلسية التي أعلنها جلالة الملك في نونبر 2023، مبرزا أنها تشكل مشروعاً استراتيجياً موجها لتعزيز انفتاح دول الساحل على المحيط الأطلسي، وكسر العزلة الجغرافية التي تعيق تطورها.

واعتبر أن هذه المبادرة تفتح آفاقاً جديدة للتعاون جنوب–جنوب، وترسخ دور المغرب جسراً اقتصادياً ولوجستياً بين القارات، مستندا إلى بنى تحتية كبرى من بينها ميناء الناظور غرب المتوسط، ثم ميناء الداخلة الأطلسي الذي ينجز باستثمار يتجاوز 10,2 مليارات درهم، والذي سيجعل من جهة الداخلة–وادي الذهب قطباً قارياً صاعداً.

وفي سياق متصل، دعا ليموري إلى تسريع وتيرة الاندماج القاري من خلال توظيف الإمكانات التي تتيحها منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية، وإرساء ممرات لوجستية فعالة تمتد من طنجة شمالاً إلى كيب تاون جنوباً، باعتبارها خياراً استراتيجياً لرفع تنافسية الاقتصاد الإفريقي.

كما أكد استعداد طنجة لوضع خبرتها في التدبير، والتخطيط، والربط اللوجستي عبر القطار فائق السرعة والميناء المتوسطي، رهن إشارة المدن الإفريقية الراغبة في تطوير مناطق اقتصادية متقدمة.

وشهد المؤتمر مشاركة وازنة لفاعلين اقتصاديين ومسؤولين حكوميين من مختلف دول القارة، إلى جانب ممثلي مؤسسات مالية دولية، مما جعل منه منصة قارية رفيعة للنقاش حول تحديات التصنيع وسلاسل الإمداد والقدرات اللوجستية بإفريقيا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.