بورصة هونج كونج تعاني من أكبر انخفاض منذ عام 2008
شهد مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ يوم الإثنين انخفاضًا حادًا بنسبة 10.7% ليصل إلى 20,404.62 نقطة، وهو أدنى مستوى له في يوم واحد منذ الأزمة المالية العالمية في 2008.
وتعرضت معظم الأسهم لخسائر كبيرة، وخاصة الشركات المصدرة مثل مجموعة لينوفو وتقنية صنّي أوبتكال التي تأثرت بشكل كبير بتصاعد التوترات التجارية.
كما شهدت شركات التجارة الإلكترونية الصينية العملاقة مثل مجموعة علي بابا و JD.com انهيارًا في قيمتها، حيث انخفضت بنسبة 14.4% و 15.6% على التوالي.
ويعود السبب في ذلك إلى التدابير “الانتقامية” التي اتخذتها الصين ردًا على زيادة الرسوم الجمركية الأمريكية، مما فاقم من حالة الذعر في الأسواق.
ولم تقتصر التأثيرات على هونغ كونغ فقط، بل تكبدت الأسواق المالية في الصين القارية أيضًا خسائر كبيرة، فعلى سبيل المثال، هبط مؤشر CSI 300 بنسبة 7.6%، بينما تراجع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 7.4%، ومؤشر شنتشن المركب بنسبة 9.8%.
رد فعل عالمي على الأسواق المالية
تجاوزت ردود الفعل الصين، حيث سجلت أسواق الأسهم في منطقة آسيا والهادئ انخفاضات كبيرة، إذ أظهر 11 من أصل 14 مؤشرًا رئيسيًا في المنطقة أدنى مستوياتها منذ أكثر من 52 أسبوعًا.
فقد خسر مؤشر نيكاي 225 في اليابان 6.2%، وانخفض مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 4.7%، بينما تراجع مؤشر S&P/ASX 200 في أستراليا بنسبة 4%.
الانتقام التجاري بين العملاقين الاقتصاديين
وتأتي هذه الموجة من البيع بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء الماضي عن فرض ضريبة إضافية بنسبة 34% على الواردات الصينية. ردًا على ذلك، فرضت بكين يوم الجمعة رسومًا جمركية مماثلة على الصادرات الأمريكية. وقد أدى تصعيد هذه الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم إلى إثارة حالة من الذعر في الأسواق المالية، مما زاد من حالة عدم اليقين الاقتصادي على المستوى العالمي.
وتثير الوضعية الحالية مخاوف من تداعيات اقتصادية أوسع، بما في ذلك احتمال حدوث ركود عالمي إذا لم تهدأ التوترات بين القوتين الكبيرتين بسرعة. الأسواق، التي كانت بالفعل هشة بسبب عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي، ما تزال تتأقلم مع هذه التدابير العقابية الجديدة.