شهدت بورصة طوكيو أحد أسوأ أيامها على الإطلاق صباح اليوم الاثنين، حيث انهار مؤشر نيكاي 225 بنسبة 6.5% ليغلق عند 31,591.84 نقطة، مسجلاً أدنى مستوى له منذ أكتوبر 2023. جاء هذا الانهيار في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما أثار مخاوف المستثمرين من اندلاع حرب تجارية عالمية بعواقب غير متوقعة.
عانت السوق اليابانية من نزيف حاد، حيث خسر مؤشر نيكاي 2,188.74 نقطة في جلسة واحدة، واقترب مؤقتاً من اختراق الحاجز النفسي عند 31,000 نقطة. وتبع المؤشر الأوسع “توبيكس” نفس المسار الهابط، منخفضاً بنسبة 6.54% ليغلق عند 2,319.64 نقطة.
يعكس هذا الانهيار التصحيحات الحادة التي شهدتها الأسواق الأمريكية يوم الجمعة الماضي، حيث أسرع المستثمرون إلى التخلص من الأصول عالية المخاطر. وقد أدت الإجراءات الحمائية الأخيرة، بما في ذلك الرسوم الجمركية الأمريكية والردود الصينية، إلى خلق جو من عدم الثقة في استقرار التجارة العالمية وتأثيرها على النمو الاقتصادي.
في مواجهة هذه الصدمة، اتجهت رؤوس الأموال بشكل كبير نحو الملاذات الآمنة، مما أدى إلى ارتفاع قيمة الين الياباني. وانخفض الدولار بشكل حاد إلى 144 يناً مؤقتاً، بينما هبط عائد السندات الحكومية اليابانية لمدة 10 سنوات إلى 1.120%، وهو أدنى مستوى في ثلاثة أشهر، مما يعكس شدة الطلب على الأصول الآمنة.
أجبرت حدة التصحيح السلطات التنظيمية على التدخل بتنشيط آلية “قاطع الدائرة”، مما أدى إلى تعليق مؤقت للتداول في العقود الآجلة لمؤشر نيكاي. وهذه الآلية الطارئة نادراً ما يتم تفعيلها، وتهدف إلى تهدئة الأسواق خلال فترات التقلبات الشديدة.
تأتي هذه الجلسة الكارثية في ظل أوضاع اقتصادية عالمية متوترة، حيث تثير الإجراءات الحمائية المتتالية مخاوف من تباطؤ متزامن في الاقتصاد العالمي. ويتوقع المحللون استمرار التقلبات الحادة في الجلسات المقبلة طالما استمرت حالة عدم اليقين بشأن نتائج هذا الصراع التجاري الدولي، مع مخاطر انتشار الأزمة إلى أسواق أخرى في آسيا والغرب.
