انخفاض أسعار اللحوم استعدادا لرمضان

0 80

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، الذي يبدأ غدًا أو الأحد حسب رؤية الهلال، كشف أحمد أفيلال العلمي الإدريسي، رئيس الاتحاد العام للمقاولات والمهن، عن تفاصيل حصرية حول الإجراءات المتخذة لاستقرار أسعار اللحوم الحمراء. في تصريح مفصل، أوضح الجهود المبذولة لتقليل هامش ربح الجزارين وضمان انخفاض كبير في الأسعار، مع مراعاة الواقع الاقتصادي للقطاع. تأتي هذه المبادرة في سياق حرج، حيث يعاني القطاع من نقص في المواشي وتحديات هيكلية.

وأكد أحمد أفيلال العلمي الإدريسي على ضرورة تعبئة عامة لتنظيم أسعار اللحوم على المستوى الوطني، خاصة مع اقتراب شهر رمضان. وقال: “لقد طلبنا من الجزارين تقليل هامش الربح، الذي يتراوح عادة بين 10 و15 درهمًا للكيلوغرام، ليصبح 8 دراهم فقط”. وقد لاقى هذا المقترح ترحيبًا من قبل المهنيين، مما يمثل خطوة مهمة في الجهود الرامية إلى تخفيف العبء على المستهلكين خلال هذه الفترة الحساسة.

 نقص المواشي وضغوط اقتصادية

أشار رئيس الاتحاد إلى أن المغرب يعاني من أزمة كبيرة في قطاع اللحوم، تفاقمت بسبب نقص المواشي. وخلال اجتماع حديث لحزب الاستقلال، تم الكشف عن أن عدد رؤوس الماشية انخفض بنسبة 50٪ مقارنة بعام 2023. وقد أدى هذا الوضع الحرج إلى تقليص عدد الأضاحي المتاحة لعيد الأضحى، مع انخفاض متوقع بنسبة 30 إلى 40٪. وأكد أفيلال: “علينا اتخاذ إجراءات سريعة لمواجهة هذا الوضع، خاصة مع اقتراب رمضان”.

الجزارون: حلقة أساسية لكنها هشة

اعترف أحمد أفيلال العلمي الإدريسي بأن بعض الجزارين يعانون من صعوبة في تحقيق أرباح كافية مع هوامش ربح ضئيلة. وقال: “بعضهم لا يكسب سوى درهمين أو ثلاثة دراهم للكيلوغرام”. ومع ذلك، أكد على ضرورة الحفاظ على أسعار في متناول المستهلكين، خاصة خلال رمضان، حيث يرتفع الطلب على اللحوم الحمراء بشكل كبير.

التوجيهات الملكية: محفز لانخفاض الأسعار

تندرج الجهود المبذولة لاستقرار الأسعار في إطار التوجيهات الملكية الهادفة إلى تخفيف العبء المالي على المواطنين خلال الشهر الكريم. وقال أفيلال: “هذه المبادرة كانت منتظرة منذ فترة طويلة، خاصة من قبل الذين يعانون من ارتفاع الأسعار”. وتستهدف الإجراءات المتخذة من قبل الحكومة، بالتعاون مع مهنيي القطاع، ضمان انخفاض كبير في أسعار اللحوم الحمراء خلال رمضان.

تحديات مستمرة: الدعم والاستغلال

على الرغم من الجهود المبذولة، لا يزال بعض التجار يستفيدون من الدعم للحفاظ على أسعار مرتفعة. وحذر أفيلال: “هذا السلوك خطير ويتطلب تدخلًا عاجلًا”. كما دعا إلى مزيد من التعاون من قبل الجزارين، الذين يلعبون دورًا محوريًا في سلسلة التوريد. وأضاف: “الجزارون هم الحلقة الأضعف في هذه السلسلة، لكن دورهم أساسي لضمان استقرار الأسعار”.

بارقة أمل للمستهلكين المغاربة

بفضل الجهود المشتركة للحكومة ومهنيي القطاع والتوجيهات الملكية، من المتوقع أن تشهد أسعار اللحوم الحمراء انخفاضًا خلال رمضان. واختتم أحمد أفيلال العلمي الإدريسي قائلًا: “نأمل أن تساهم هذه الإجراءات في استقرار الأسعار وتخفيف العبء على المستهلكين”.

في انتظار ذلك، يبقى المغاربة متفائلين بتحسن الوضع، آملين أن تؤتي الجهود التي يبذلها جميع الفاعلين في القطاع ثمارها خلال هذا الشهر الكريم. هذا التصريح الحصري لأحمد أفيلال العلمي الإدريسي يقدم نظرة مفصلة عن التحديات والحلول المقترحة لضمان رمضان في متناول الجميع.

رشيد محمودي 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.