المكسيك-الولايات المتحدة-كندا: التزام ثلاثي من أجل مونديال آمن وناجح
في أقل من عام على انطلاق كأس العالم 2026، يُظهر البلدان المُنظّمان – المكسيك وكندا والولايات المتحدة – عزمهم على جعل هذا الحدث العالمي نجاحاً على المستويين الرياضي والتنظيمي. في أول اجتماع ثلاثي للتنسيق عُقد في مكسيكو سيتي، وضع مسؤولو الحكومات وخبراء الأمن والفاعلون الخاصون أسس تعاون مُعزز لضمان إقامة بطولة “آمنة ونموذجية”.
تعاون أمني غير مسبوق
يمثل هذا اللقاء بداية سلسلة من المبادرات المشتركة التي ستستمر حتى انطلاق البطولة. ودار النقاش حول عدد من التحديات الكبرى، من بينها مكافحة التهديدات المتعلقة بالطائرات المسيرة (الدرون)، التي تتزايد في الظهور خلال التجمعات الرياضية الكبرى، وكذلك حول تبادل المعلومات الاستراتيجية في الوقت الحقيقي بين قوات الأمن في الدول الثلاث.
الهدف واضح: التنبؤ بالمخاطر المحتملة ودمغها، سواءً كانت لوجستية أو تكنولوجية أو أمنية. وسيمكن التخطيط المشترك من تنسيق العمليات الأمنية حول الملاعب، وفي المدن المضيفة، ومواقع التدريب.
شراكة من أجل النجاح
تأتي هذه الاجتماعات أيضاً لتعكس الإرادة السياسية لتعزيز الشراكة الإقليمية. ويعوّل المنظمون على هذا التعاون الوثيق لتقديم تجربة مثالية للملايين من المشجعين المنتظرين، مع ضمان انسيابية التنقل عبر الحدود خلال البطولة.
وقد شدّد ممثلو الدول الثلاث قائلاً: «كأس العالم 2026 لن يكون مجرد حدث رياضي، بل مثالاً على التعاون الدولي»، مؤكدين أهمية وضع بروتوكولات مشتركة لإدارة التدفق الجماهيري، والتحكم في الوصول، والتعامل السريع مع أي حوادث.
إصدار تاريخي في الأفق
من المقرر أن تقام البطولة في 16 مدينة موزعة بين المكسيك، وكندا، والولايات المتحدة. وستكون نسخة 2026 هي الأولى التي تستضيف 48 منتخباً، بدل 32 في النسخ السابقة. هذا التوسّع في الصيغة يمثل تحدياً تنظيمياً غير مسبوق، يتطلب إعداداً دقيقاً في الجوانب اللوجستية والتكنولوجية والأمنية.
يأمل البلدان المضيفان أن يقدّما بطولة ترتقي إلى التوقعات، وأن تترك بصمة ليس فقط من خلال جودة العرض الرياضي، ولكن أيضاً من خلال فعالية التنظيم وسلامة البُنى التحتية.