المغرب يعزز ريادته في التغطية الصحية الشاملة تحت القيادة الملكية

0 35

 أكّد وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، أن المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، وضع مشروع التغطية الصحية الشاملة في قلب ورشه الاجتماعي الكبير، الذي يهدف إلى تحقيق عدالة صحية وضمان ولوج متساوٍ للعلاجات.

وجاء تصريح الوزير خلال مشاركته، اليوم السبت بطوكيو، في مائدة مستديرة ضمن أشغال المنتدى رفيع المستوى حول التغطية الصحية الشاملة 2025، حيث استعرض التقدم الذي حققته المملكة في تعميم الحماية الاجتماعية وإصلاح المنظومة الصحية الوطنية، بهدف بلوغ تغطية صحية شاملة، مستدامة ومنصفة، في أفق سنة 2030.

88% من السكان مشمولون بالتأمين الإجباري عن المرض

وأوضح التهراوي أن المغرب قطع أشواطاً مهمة في هذا المجال، حيث أصبح التأمين الإجباري عن المرض يغطي حوالي 88 في المائة من السكان، بعد إدماج أكثر من 22 مليون مؤمن جديد، بينهم العمال المستقلون والفئات الهشة.

وأشار إلى أن ورش الحماية الاجتماعية الذي أطلقه جلالة الملك لا يقتصر على توسيع الحقوق، بل يواكبه إصلاح عميق لبنية النظام الصحي، بهدف بناء منظومة أكثر صلابة وفعالية.

أربع ركائز لإصلاح النظام الصحي

واستعرض الوزير ملامح هذا الإصلاح الهيكلي، والذي يقوم على أربع ركائز أساسية:

  1. تعزيز الحكامة الصحية
    من خلال إحداث مؤسسات جديدة وتحديد واضح للمسؤوليات على المستويين الوطني والترابي، بما يضمن قرب القرار الصحي من حاجيات المواطنين.

  2. تحسين خدمات العلاجات
    عبر تحديث المستشفيات الجامعية والجهوية، وتأهيل المراكز الصحية الأولية، وتقليص الفوارق الترابية في الولوج للعلاج.

  3. تقوية الموارد البشرية
    باعتبارها حجر الأساس للإصلاح، من خلال تطوير التكوين، ومراجعة المناهج، وتحسين ظروف العمل لجذب الكفاءات الصحية وتحفيزها.

  4. التحول الرقمي
    عبر وضع نظام معلوماتي صحي متكامل وملف طبي مشترك، لتسهيل تتبع المرضى ودعم اتخاذ القرار المبني على البيانات.

ارتفاع غير مسبوق في ميزانية الصحة

وسجّل التهراوي أن النفقات الوطنية المخصّصة للصحة ارتفعت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، إذ تضاعفت ميزانية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بأكثر من أربع مرات بين 2010 و2026، لتصل إلى 42.4 مليار درهم، أي 8.8% من الميزانية العامة للدولة، وهو ما يعكس—حسب قوله—“التزام الحكومة الراسخ بإنجاح هذا الورش الملكي”.

وأكد أن التحدي اليوم يكمن في تحسين جودة الإنفاق الصحي والحفاظ على الاستدامة المالية، عبر ثلاث أولويات:

  • ضمان سلامة أنظمة التأمين الصحي،

  • دعم الفئات الهشة،

  • وعقلنة التكاليف الطبية من خلال تعزيز الوقاية والعلاجات الأولية.

المغرب… شريك إفريقي في بناء أنظمة صحية عادلة

وفي جانب التعاون الدولي، شدّد التهراوي على التزام المغرب بالقيام بدوره كفاعل رئيسي في دعم التغطية الصحية الشاملة بالقارة الإفريقية، من خلال تقاسم خبراته في تمويل الصحة والحماية الاجتماعية وتطوير الموارد البشرية، في إطار رؤية التعاون جنوب–جنوب.

وتأتي مشاركة المغرب في هذا المنتدى ضمن المبادرة الدولية لإعداد الميثاق الوطني للصحة، حيث يعدّ من بين 21 بلداً ملتزماً بوضع مؤشرات دقيقة لتتبع التقدم في تحقيق التغطية الصحية الشاملة.

منصة دولية للنقاش حول إصلاح وتمويل الصحة

وقد شارك في هذه المائدة المستديرة وزراء الصحة من زامبيا وفيجي، إضافة إلى ممثلين عن القطاع الخاص والمؤسسات المالية الدولية. ويعد المنتدى، المنظم من طرف الحكومة اليابانية ومنظمة الصحة العالمية ومجموعة البنك الدولي، منصة عالمية للنقاش الاستراتيجي حول سبل الارتقاء بالتغطية الصحية الشاملة عبر إصلاحات مبتكرة وآليات تمويل مستدامة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.