المغرب يعزز حماية تراثه الثقافي باتفاق استراتيجي مع الويبو

0 51

وقّع المغرب بروتوكول اتفاق بجنيف بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل والمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو)، يهدف إلى تعزيز الحماية القانونية للتراث الثقافي غير المادي المغربي على الصعيد الدولي.

ومن خلال هذا الاتفاق، تسعى الرباط إلى تعميق تعاونها مع الويبو في مجالات حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، إلى جانب تثمين العناصر الرمزية من الموروث الثقافي المغربي، مثل القفطان والزليج والتعابير الفنية المتجذرة في الهوية الوطنية.

نحو اعتراف قانوني عالمي بالتراث المغربي

في الوقت الذي تمنح فيه منظمة اليونسكو اعترافاً ثقافياً ورمزياً بعناصر التراث، تقدم الويبو إطاراً قانونياً دولياً يمكن الدول من حماية ممتلكاتها الثقافية من السرقة والتقليد والاستغلال غير المشروع. ويُتيح البروتوكول الموقع بجنيف للمغرب الدفاع عن حقوقه أمام الجهات المختصة في حال حدوث نزاع.

كما ينص الاتفاق على الاستفادة من خبرات الويبو الدولية لدعم المكتب المغربي لحقوق المؤلفين في تطوير أدوات قانونية حديثة مثل حق التتبع وحق النسخ، من خلال نظام WIPOCONNECT.

رافعة للثقافة والابتكار والاقتصاد الإبداعي

يندرج هذا الاتفاق ضمن الرؤية الاستراتيجية للمملكة، التي تعتبر الثقافة رافعة للتنمية الاقتصادية، مع الحفاظ على المعارف التقليدية والتعابير الفنية الأصيلة.

ولا يقتصر الأمر على العناصر التراثية التقليدية، بل يفتح الاتفاق آفاقاً جديدة في قطاعات واعدة مثل صناعة ألعاب الفيديو، التي تزخر بمحتوى ثقافي غني من حيث السيناريوهات، والرسوم، والموسيقى، وتشهد نمواً متسارعاً في المغرب.

وفي ظل الطفرة التي تشهدها الذكاء الاصطناعي والتقنيات الغامرة، يصبح من الضروري تحديث أدوات حماية التراث والحقوق الإبداعية. ويعمل المغرب على استباق التحديات القانونية المرتبطة بهذه التحولات.

مبادرة رائدة على المستوى العربي والإفريقي

يُعد المغرب أول بلد يشرع في حماية تراثه غير المادي قانونياً ضمن مقاربة ثقافية خالصة، بعيداً عن الاعتبارات التجارية. وقد بدأ فعلاً إجراءات الاعتراف بسبعة عناصر من التراث الوطني لدى الويبو.

ويمثل هذا التعاون مع منظمة الأمم المتحدة ومقرها جنيف محطة استراتيجية في مسار الدفاع عن التراث الثقافي المغربي، خاصة في وقت تتصاعد فيه أهمية مفهوم السيادة الثقافية عالمياً.

دبلوماسية ثقافية وآفاق تعاون مستقبلي

وعلى هامش توقيع الاتفاق، أجرى ممثلو المغرب محادثات ثنائية مع إدارة الويبو تناولت مشاريع تعاون مستقبلية، تشمل تبادل الخبرات، وتعزيز الإطار القانوني لحقوق المؤلف، والدعم التقني للمكتب المغربي لحقوق المؤلفين.

وقد جرى التوقيع خلال الاجتماعات العامة السنوية للويبو، المنعقدة من 8 إلى 17 يوليوز في جنيف، بمشاركة أكثر من 1000 مندوب ونحو 40 وزيراً من مختلف دول العالم، لمناقشة برنامج عمل المنظمة للفترة 2026-2027، وأنشطتها خلال سنة 2024 في مجال الملكية الفكرية والثقافية.

هدى ريفي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.