المغرب والصين: آفاق واعدة للتعاون في صناعة السيارات الكهربائية

0 187

أكد سفير المغرب لدى الصين، عبد القادر الأنصاري، أن قطاع السيارات الكهربائية يشكل مجالاً واعداً للتعاون بين المغرب والصين، وذلك في سياق التحولات الاقتصادية العالمية وجهود المغرب لتعزيز مكانته كقاعدة إقليمية وعالمية في هذا القطاع.

في حوار مع وكالة الأنباء الصينية “شينخوا”، بمناسبة قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي، أشار الأنصاري إلى أن المغرب يسعى للاستفادة من خبرات الشركات الصينية الرائدة في مجال السيارات الكهربائية. وأوضح أن المملكة تمتلك كافة المقومات اللازمة، بدءاً من المواد الأولية وحتى الكفاءات البشرية، مما يجعلها بيئة جاذبة للاستثمارات الأجنبية، خصوصاً في تصنيع البطاريات، التي تعد أحد العناصر الأساسية في هذا القطاع.

التعاون المغربي الصيني: شراكة استراتيجية ممتدة

في إطار العلاقات المتنامية بين المغرب والصين، أشار السفير إلى أن التعاون بين البلدين يمتد إلى عدة مجالات، حيث شهدت العلاقات تطوراً كبيراً منذ توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية سنة 2016. وتهدف هذه الشراكة إلى تحقيق تنمية شاملة تعود بالفائدة على البلدين، لا سيما في المجالات الاقتصادية والثقافية.

وفي سياق مبادرة “الحزام والطريق”، أوضح الأنصاري أن المغرب كان من أوائل الدول التي وقعت مذكرة تفاهم بشأن هذه المبادرة. ويتميز المغرب بموقعه الجيوستراتيجي كبوابة لإفريقيا وجسر نحو أوروبا، مما يجعله شريكاً مهماً في هذه المبادرة. ويطمح المغرب إلى تنفيذ العديد من المشاريع في إطار “الحزام والطريق”، خاصة في مجالات الصناعة والزراعة، بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الصين والدول الإفريقية.

الانتقال الطاقي: تعاون مغربي صيني في مجال الطاقة المتجددة

على صعيد آخر، أكد الأنصاري أن المغرب يعمل على تنفيذ استراتيجية “الانتقال الطاقي”، بهدف إنتاج 50% من احتياجاته الكهربائية من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030. وأشار إلى أن محطة “نور” للطاقة الشمسية، التي تشارك في تنفيذها شركات صينية، تمثل جزءاً مهماً من هذه الجهود.

وأضاف أن التعاون بين المغرب والصين في إطار “الحزام والطريق” سيساهم في تسهيل حركة البضائع والأشخاص، إلى جانب نقل التكنولوجيا، مما يعزز التنمية الاقتصادية في المغرب وبقية الدول الإفريقية.

استعدادات كأس العالم 2030 وفرص التعاون

وفي سياق آخر، تطرق الأنصاري إلى استعدادات المغرب لاستضافة كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، مشيراً إلى أن هذا الحدث يمثل فرصة مهمة لتطوير البنية التحتية. وأعرب عن أمله في أن تسهم الشركات الصينية في تنفيذ مشاريع مرتبطة بهذا الحدث، خاصة في مجالات الإسكان والطاقة والنقل، مما سيعزز من قدرة المغرب على تنظيم بطولة عالمية ناجحة.

التبادل الثقافي: جسر بين الحضارتين

وعلى الصعيد الثقافي، أكد السفير المغربي أن التبادل الثقافي والإنساني بين المغرب والصين يلعب دوراً مهماً في تعزيز العلاقات الثنائية. وأشار إلى أن المغرب كان من أوائل الدول الإفريقية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين في الخمسينيات، وهو ما تعزز مؤخراً من خلال زيادة السياحة الصينية إلى المغرب وإعفاء المواطنين الصينيين من تأشيرة الدخول منذ 2016.

كما أشار الأنصاري إلى الإقبال المتزايد من الشباب المغربي على دراسة اللغة الصينية، بفضل العلاقات التجارية والاقتصادية المتطورة، مما يساهم في تعزيز التعاون الثنائي في مجالات التعليم والبحث العلمي.

ختاماً، أكد السفير أن التعاون المغربي الصيني يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق تنمية شاملة تخدم المصالح المشتركة، وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك الصناعة، الطاقة، والثقافة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.