المغرب على مشارف منعطف تاريخي نحو السيادة الطاقية بإطلاق أول إنتاج للغاز الطبيعي في تندرارة

0 38

 يستعد المغرب لدخول مرحلة مفصلية في مسيرته نحو السيادة الطاقية، من خلال إطلاق أول إنتاج للغاز الطبيعي في منطقة تندرارة شرق البلاد، وذلك في أفق نهاية سنة 2025.هذا المشروع الهيكلي، الذي تقوده الشركة البريطانية Sound Energy (المالكة لـ20٪ من رأس المال) بشراكة مع الوافد الجديد Mana Energy، يثير اهتماماً متزايداً على المستويين الوطني والدولي. وتُسجّل أشغال البنية التحتية تقدماً ملحوظاً، خصوصاً على مستوى خزان الغاز الطبيعي المُسال، الذي شارفت أشغاله على الانتهاء.

ومن المرتقب أن تدخل وحدة تسييل صغيرة حيز التشغيل ابتداءً من غشت المقبل، بطاقة إنتاجية تصل إلى 10 ملايين قدم مكعب يومياً من الغاز عالي الجودة. وفي سياق موازٍ، تتقدم التحضيرات للربط بين الحقل الغازي وأنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي، عبر تحديث الدراسات الهندسية السطحية، بهدف توقيع عقود الربط قبل نهاية 2025.

أما المرحلة التالية من المشروع فتتضمن حفر بئرين إضافيين (SBK-1 وM5)، في ظل توقعات متفائلة تشير إلى إمكانية تجاوز الاحتياطات عتبة 7,6 مليارات متر مكعب.وفي الجنوب المغربي، يظل مشروع سيدي مختار الغازي في مرحلة الاستكشاف، في انتظار مستثمر جديد لتمويل الدراسات الزلزالية، التي تُقدّر بـ 6 ملايين دولار، ما يعكس التوجه البراغماتي للمغرب في إشراك القطاع الخاص لتأمين التمويلات الضرورية.

من جهة أخرى، أطلقت Sound Energy شراكة علمية مع شركة Getech البريطانية، المتخصصة في أبحاث الهيدروجين الطبيعي والهيليوم، مستفيدة من أحدث تقنيات التصوير ثلاثي الأبعاد، في خطوة تعكس طموح المغرب لاستكشاف موارد استراتيجية غير مستغلة بعد على الصعيد العالمي. من خلال هذه المشاريع، يعزز المغرب تموقعه كـ فاعل طاقي صاعد في المنطقة، معتمداً على تنويع شركائه، وتحديث بنياته التحتية، وتثمين موارده الطبيعية.

وقد تكون سنة 2025 نقطة تحول حاسمة، ينتقل فيها المغرب من بلد مستورد للطاقة إلى منتج مستقل، بما سيكون له أثر كبير على ميزانه التجاري، وأمنه الطاقي، ومكانته الجيو-اقتصادية في حوض المتوسط وإفريقيا.

 

هدى ريفي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.