أكد المشاركون في الدورة الرابعة لقمة الاتحاد الأوروبي – إفريقيا للمقاولات (European Business Summit)، أمس الاثنين، بمراكش، أن إفريقيا والاتحاد الأوروبي مدعوان، أكثر من أي وقت مضى، إلى تعزيز شراكتهما الاستراتيجية، في سياق التعافي الاقتصادي بعد جائحة (كوفيد- 19).
وقالت المفوضة الأوروبية المكلفة بالشراكات الدولية، يوتا أوربيلاينن، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء، الموجه إلى تيسير والنهوض بالتجارة والاستثمارات بين القارتين، إنه و”أمام تحديات تاريخية، وخاصة جائحة كوفيد – 19، أصبح تعزيز شراكتنا ضروريا أكثر من أي وقت مضى”.
وأكدت أوربيلاينن أن القارّتَيْن “اللتين تجمعُهُما علاقات قوية جداً، هما أكثر من مجرد جارَيْن جغرافياً، بل هُما شريكان طبيعيان”، كاشفة أن فرص الشراكة متعددة، لاسيما في مجالات المناخ، والبنيات التحتية الصامدة، والطاقات المتجددة، والفلاحة المستدامة، والتجارة الإلكترونية، والمالية الرقمية.
واعتبرت أن الأمر يتعلق بلحظة حاسمة ليس فقط بالنسبة للقارتين، وإنما للعالم بأسره، داعية المشاركين إلى تدارس سبل تعزيز التعاون، وبناء تحالفات.
من جهته، قال مفوض الاتحاد الافريقي للتجارة والصناعة، ألبير موشانغا، إن القمة “توفر أرضية مناسبة للمقاولين بإفريقيا والاتحاد الأوروبي من أجل مباشرة حوار مثمر، وبحث سبل تعبئة رجال الأعمال من الطرفين لتحرير المؤهلات الاقتصادية الكبيرة بإفريقيا، التي تتميز بتوفر الأراضي القابلة للزراعة، ووفرة المياه، وثروة معدنية وساكنة شابة”.
واعتبر أن هذه القمة تشكل أيضا مناسبة لبحث التحديات التي تواجهها القارة الإفريقية، وبلورة اقتراحات من أجل رفعها، مؤكدا أن “الشراكة بين إفريقيا والاتحاد الأوروبي تحفزنا جميعا حتى نكون رافعات للازدهار الشامل بإفريقيا”.
من جانبه، كشف ريكاردو مورينيو فيليكس، نائب رئيس البنك الأوروبي للاستثمار، أن هذا اللقاء يتناول التحديات الرئيسية التي تحدد معالم المستقبل المشترك لأوروبا وإفريقيا، ويوفر فرصة لتدارس الطريقة التي يمكن للشراكات الدولية ومتعددة الأطراف أن تساهم من خلالها في رفع هذه التحديات.
وأضاف أن “إفريقيا والاتحاد الأوروبي يتشاطران هدفا مشتركا، يتمثل في تسريع الانتقال الأخضر والرقمي، والنهوض بالتنمية المستدامة وبناء مستقبل أفضل”، مؤكدا أنه “وبالرغم من تأثير الجائحة، يتعين أن ننتهز الفرصة للسير قدما بشكل أفضل سويا”.
وأشار إلى أنه يتعين أن يكون التعافي شاملا وقادرا على الصمود من أجل منح الأجيال الشابة الطموحة من المواطنين الأفارقة أفضل الظروف والفرص، مضيفا أن هذا يقتضي توفير الاستثمارات اللازمة للعديد من القطاعات بإفريقيا.
وأكد أن “الاتحاد الأوروبي مستعد للقيام بذلك، نحن مستعدون للتحرك والعمل سويا باعتبارنا شركاء من أجل التنمية”.
بدوره، أكد المدير العام لمؤسسة “يوروبيان بيزنيس ساميت”، أرنو تيسين، أن القمة تهدف إلى “المساهمة في مسلسل التقارب بين إفريقيا وأوروبا والمشاركة في إشراك القطاع الخاص، الذي يشكل مفتاح تسريع تنمية العلاقات التجارية بين القارتين”.
وأوضح أن “الهدف يتمثل في أن يعمل القطاع الخاص الأوروبي والإفريقي سويا مع مختلف الحكومات الإفريقية لتسريع التنمية الاقتصادية”، مذكرا بأن القمة تحظى بدعم المفوضية الأوروبية، ومنظمات إفريقية، على غرار البنك الإفريقي للتنمية، وكذا مؤسسات مالية دولية، كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، التي “سينكب عملها على إطار جديد يسهل المبادلات بين إفريقيا وأوروبا”.
ويجمع هذا اللقاء، الذي تنظمه مؤسسة “يوروبيان بيزنيس”، أرباب مقاولات، وصناع القرار وخبراء، من أجل الاستجابة للتحديات الأكثر أهمية، التي تحدد معالم المستقبل المشترك للقارتين.
وتتمحور أشغال القمة، على الخصوص، حول أربعة مواضيع رئيسية، تتمثل في “سلسلة القيمة بإفريقيا” و”التحول الرقمي” و”الابتكار في مجال الصحة” و”التحول الأخضر”.
ويوفر هذا الحدث الأرضية المثالية للنقاشات، من خلال موائد مستديرة، وجلسات تقاسم وتوجيه، بحضور ثلة من المدعوين، و5 آلاف من المشاركين الافتراضيين، من أجل مناقشة مستقبل العلاقات الاقتصادية القائمة بين الاتحاد الأوروبي وإفريقيا.