تحتضن مدينة فم الواد بإقليم العيون، الدورة الثالثة للمنتدى الدولي حول الزراعة البيوسالينية والمناطق الجافة، حيث يجمع الحدث نخبة واسعة من الباحثين المغاربة والدوليين لمناقشة التحديات المرتبطة بملوحة التربة والجفاف.
ويُنظم المنتدى من طرف المعهد الإفريقي للبحث في الزراعة المستدامة، التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، بشراكة مع مؤسسة فوسبوكراع والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة، ويهدف إلى الدفع نحو حلول علمية من أجل زراعة تتكيف مع الظروف القاسية.
وخلال الجلسة الافتتاحية، شدد عبد العزيز حريش، الباحث في المعهد الإفريقي، على حجم التحديات التي تطرحها ملوحة التربة وندرة المياه والتغير المناخي، وتأثيرها على الزراعة والأمن الغذائي على الصعيد العالمي، داعيا إلى ضرورة رسم خرائط للمناطق المهددة وتطوير ممارسات زراعية مبتكرة وفعالة.
وفي السياق الإقليمي، أبرز حريش جهود المعهد في تطوير زراعات مقاومة مثل نبات “البانيكام الأزرق”، وهو نوع من الأعلاف يتحمل ظروف المناطق الجنوبية المغربية.
من جهته، أشاد جاك دي بينا تافاريز، مدير البحوث في المعهد الوطني للبحث والتنمية الزراعية بجمهورية الرأس الأخضر، بروح التعاون العلمي التي تميز المنتدى، مبرزًا أن الزراعة البيوسالينية تمثل بديلاً واعدًا لتعزيز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للتصحر.
وتجمع دورة 2025 من المنتدى أكثر من 300 خبير من 25 دولة، كما تم استقبال أكثر من 200 مساهمة علمية من 55 دولة، ما يعكس انخراطًا دوليًا كبيرًا لمواجهة تحديات تدهور الأراضي، والجفاف، واللاستقرار المناخي.
وتدور المناقشات حول 11 محورًا رئيسيًا، تشمل الزراعات المقاومة للملوحة، وتدبير الري الذكي، ورسم خرائط التربة، والمقاربات الاجتماعية والاقتصادية، والسياسات العمومية الملائمة للمناطق الجافة.
ويتضمن البرنامج 125 عرضًا شفوياً موزعة على أربع جلسات متوازية، و17 محاضرة يقدمها خبراء دوليون، بالإضافة إلى 35 ملصقًا علميًا.
وتهدف هذه الدورة إلى تحويل التقدم العلمي إلى أعمال ملموسة ومستدامة على أرض الواقع، لخدمة زراعة قادرة على الصمود في وجه التحديات المناخية.
وجرت مراسم الافتتاح بحضور والي جهة العيون-الساقية الحمراء، عبد السلام بيكرات، وعدد من المنتخبين، والمسؤولين المحليين، وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمدين بالعيون.