الطموحات المهنية للمراهقين.. فجوة مقلقة مع الواقع

0 52

يحمل تقرير جديد صادر عن منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية عنوان “واقع الاستعداد المهني للمراهقين في العالم”، يكشف عن فجوة عميقة بين الأحلام المستقبلية والمسارات الواقعية.

ويقول التقرير إنه من بين كل خمسة تلاميذ، وواحد من بين كل ثلاثة من أوساط اجتماعية محرومة، يطمح إلى وظيفة مرموقة تتطلب على الأقل شهادة جامعية، دون أن تكون لديهم نية فعلية لمتابعة الدراسات العليا.

واستند هذا التحليل إلى بيانات دراسة PISA 2022، والتي شملت 690 ألف مراهق من 81 دولة، حيث أبرز التأثير الكبير للبيئة الاجتماعية على الطموحات الدراسية.

وقد أظهرت النتائج أن التلاميذ من أسر ميسورة، حتى وإن كانت نتائجهم الدراسية ضعيفة، غالبًا ما تكون طموحاتهم أعلى من أولئك الذين يحققون نتائج جيدة وينحدرون من أوساط اجتماعية متواضعة.

كما أشار التقرير إلى استمرار التفاوت بين الفتيات والفتيان في القطاعات الحيوية مثل تكنولوجيا المعلومات أو قطاع الصحة.

ففي عام 2022، فقط 1.5% من الفتيات عبرن عن رغبتهن في العمل في قطاع التكنولوجيا الرقمية، مقابل 11% من الفتيان، رغم التغيرات الكبيرة في متطلبات الاقتصاد العالمي.

ويكشف التقرير أيضًا أن اختيارات الشباب المهنية لا تزال محصورة في عدد محدود من المهن،إذ في المتوسط، تستهدف 50% من الفتيات و44% من الفتيان أحد أكثر عشرة وظائف شعبية، وهي نزعة لم تتغير منذ عشرين عامًا، رغم أنها غالبًا ما تكون غير منسجمة مع واقع سوق العمل.

الأمر المقلق أكثر أن حوالي 40% من التلاميذ في سن 15 عامًا لا يملكون فكرة واضحة عن مستقبلهم المهني، وهو رقم تضاعف خلال عشر سنوات.

وفي مواجهة هذه التحديات، دعا الأمين العام للمنظمة، ماتياس كورمان، إلى تعزيز الدعم الموجه للشباب، خاصة المنحدرين من أوساط محرومة، لتمكينهم من الاستفادة من توجيه مهني فعّال، كما شدد على الدور الأساسي الذي يمكن أن يلعبه أرباب العمل في تعريف الشباب بالفرص الحقيقية المتاحة في عالم الشغل.

وفي ختام التقرير، سلّطت المنظمة الضوء على قلة التفاعل المباشر بين الشباب وعالم العمل: أقل من نصف التلاميذ شاركوا في معرض توظيف، أو زاروا شركة، أو قاموا بتدريب ميداني، وكان التلاميذ من الطبقات المحرومة هم الأقل استفادة من هذه الفرص.

ولعكس هذا الاتجاه، تقترح المنظمة إجراءات بسيطة، من بينها دعوة المهنيين لتخصيص ساعة واحدة في السنة لتعريف التلاميذ بمهنهم. وهي لفتة صغيرة قد تفتح آفاقًا واسعة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.