الصناعة العسكرية: المغرب منصة استراتيجية للشركات الهندية
يؤكد سفير المغرب في الهند، محمد المالكي، أن المغرب أصبح محورا أساسيا للشركات الهندية، خاصة في مجال الصناعات الدفاعية. مسلطا الضوء على المزايا التي يوفرها المغرب لتسهيل وصول المستثمرين الهنود إلى الأسواق الأوروبية والبريطانية والأمريكية.
بفضل موقعه الجغرافي المتميز واتفاقياته التجارية المتعددة، أصبح المغرب منصة مثالية للصادرات الهندية. وقال السفير: “يمكن للمملكة أن تكون بوابة للشركات الهندية الراغبة في دخول أسواق رئيسية”.
وقد جذبت هذه الميزات بالفعل عمالقة صناعيين مثل “تاتا لأنظمة الدفاع المتطورة”، التي أنشأت أول مصنع لها خارج الهند في المغرب. وأضاف المالكي: “هذا الاختيار يعكس قدرة المغرب على تلبية المعايير الدولية في مجال الدفاع والتصنيع”.
تعاون متين في الدفاع والسيارات
يُفتح تطوير الصناعة الدفاعية المغربية آفاقا جديدة للهند، المعروفة بخبرتها في هذا المجال. وأشار السفير إلى أن “الخبرة الهندية يمكن أن تساهم في تعزيز الاستقلالية الصناعية للمغرب”.
وبعيدا عن الدفاع، يبرز قطاع السيارات كقصة نجاح للتعاون الثنائي. بإنتاج أكثر من 700 ألف مركبة سنويا ونسبة تصنيع محلي تتجاوز 65%، أصبح المغرب أكبر مصدر للسيارات في إفريقيا. وتلعب شركات هندية، مثل “آي إم جير”، دورا محوريا في صناعة المكونات.
كما يعزز الابتكار المغربي هذه الدينامية، خاصة مع تطوير سيارة تعمل بالهيدروجين باستخدام كبسولات قابلة لإعادة الشحن.
علاقات اقتصادية في نمو متصاعد
تضاعفت التبادلات التجارية بين البلدين أكثر من ثلاث مرات منذ 2015، حيث ارتفعت من 1.2 مليار دولار إلى 4.2 مليار دولار في 2023. كما قفزت الاستثمارات الهندية، مع وجود 46 شركة هندية في المغرب مقابل 13 قبل عشر سنوات.
ويستند هذا النمو إلى بنية تحتية حديثة، تشمل موانئ متخصصة قادرة على دعم قطاعات متنوعة، من الطاقة إلى التعدين وصولا إلى صناعة السيارات.
آفاق واعدة: الطاقات المتجددة وتنمية إفريقيا
يمكن أن يمتد التعاون المغربي-الهندي إلى مجال الطاقات الخضراء، في إطار “التحالف الدولي للطاقة الشمسية”. واختتم السفير بالقول: “لدى بلدينا برامج طموحة من أجل إفريقيا ويمكنهما توحيد جهودهما في مجال نقل التكنولوجيا”.
وهكذا، من الدفاع إلى السيارات وصولا إلى الطاقات المتجددة، ينسج المغرب والهند تحالفا استراتيجيا ذا آثار اقتصادية متعددة.