السكوري: الصحة والسلامة المهنية رهان استراتيجي لرفع تنافسية المقاولة المغربية

0 47

أكد يونس السكوري وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات خلال إشرافه على افتتاح الأيام الجهوية التحسيسية حول الوقاية من المخاطر المهنية المنظمة بشراكة مع المعهد الوطني لظروف الحياة المهنية أن قضايا الصحة والسلامة المهنية لم تعد مجرّد إجراءات تقنية أو تدابير ظرفية بل أصبحت في صلب السياسات العمومية وعنصرا أساسيا في تعزيز تنافسية المقاولات الوطنية.

وأبرز في كلمته الافتتاحية للقاء المنظم تحت شعار المخاطر الفيزيائية المرتبطة بالعمل معرفة أعمق من أجل وقاية أفضل والذي تمتد أنشطته إلى غاية العشرين من يناير المقبل أن الصحة والسلامة المهنية تشكل ركيزة محورية ضمن الهوية المؤسساتية للمقاولة المغربية وضمن مكوناتها الجوهرية.

وشكل الحدث مناسبة جمعت عددا من الخبراء والفاعلين المؤسساتيين والاقتصاديين إضافة إلى تمثيليات مهنية متعددة حيث شدد الوزير على أن الاستثمار في جودة ظروف العمل وحماية البيئة المهنية جزء لا يتجزأ من مسؤولية المقاولات.

كما دعا إلى اعتماد مقاربة علمية دقيقة تقوم على تشخيص مهني وتقني للواقع المحلي للمخاطر بالمغرب وذلك في إطار التنسيق المستمر بين الوزارة والمعهد الوطني والذي يتعزز من خلال لجان مختصة تعمل على صياغة معايير جديدة لتحسين بيئة العمل وفق خصوصيات كل قطاع اقتصادي. ووقف الوزير عند وضعية العاملين في قطاع التوصيل باعتبارها نموذجا يتطلب مواكبة تشريعية وتنظيمية دقيقة.

ولم يقتصر السكوري على المخاطر الجسدية بل لفت الانتباه إلى البعد النفسي الذي غالبا ما يُهْمَل في مقاربات الوقاية، مشيرا إلى ضرورة توسيع فهم المخاطر لتشمل التهديدات النفسية داخل أماكن العمل بما يضمن حماية شاملة للموارد البشرية.

كما شدد على ضرورة تعبئة شاملة تمتد إلى نهاية الحملة التحسيسية مع تعزيز الشراكات المهنية والتفكير في إطلاق جائزة سنوية للصحة والسلامة المهنية من أجل تشجيع انخراط المقاولات.

واختتم الوزير مداخلته بالتأكيد على أن النقاش الدائر يروم تحديد أولويات جديدة تضمن وقاية فعّالة ودائمة للأجراء بما يرفع أداء المقاولات ويعزز تنافسيتها ويضمن رفاه العنصر البشري.

ومن جانبها عرضت فايزة أمهروق مديرة المعهد الوطني لظروف الحياة المهنية خطوط الاستراتيجية الجديدة للمعهد مؤكدة أن هذا الحدث يمثّل محطة انتقالية نحو مقاربة أكثر نضجا وفعالية في التعامل مع المخاطر المهنية.

وشددت على أن المؤسسة تعتمد اليوم رؤية ترتكز على الحوار والتشاور القطاعي بما يسمح بفهم أدق لخصوصيات كل نشاط اقتصادي مع التأكيد على أن نجاح هذه المقاربة مرتبط أساسا بفعالية الشراكات والتفاعل المستمر مع الفاعلين الميدانيين.

وكشفت أمهروق عن معطيات صادرة عن هيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي والتي تشير إلى تسجيل نحو أربعة آلاف حادثة شغل سنويا خلال العقدين الأخيرين مما يفرض بحسب قولها مضاعفة الجهود وتطوير آليات الوقاية.

وتجدر الإشارة إلى أن الأيام الجهوية التحسيسية ستتوزع على أربعة محاور أساسية تشمل الوقاية من مخاطر الضوضاء والإضاءة غير الملائمة ووضعيات العمل غير السليمة إضافة إلى المخاطر المرتبطة بالحرارة المرتفعة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.