الرباط تحتضن إطلاق أول ماستر مغربي يجمع بين الدراسة والعمل في مجال الذكاء الاصطناعي والبيانات

0 33

أُعطيت، اليوم الاثنين بالرباط، انطلاقة ماستر “البيانات والذكاء الاصطناعي”، الذي أطلقته مؤسسة المدى بشراكة مع المعهد الوطني للبريد والمواصلات، ليكون أول برنامج من نوعه في المغرب يجمع بين التكوين الأكاديمي والتدريب المهني المأجور، وذلك بحضور عدد من الطلبة والشركاء الاقتصاديين.

ويهدف هذا الماستر، الممتد على سنتين، إلى تكوين جيل جديد من الكفاءات المؤهلة في مجال الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، بما يعزز قدرة المغرب على مواكبة التحولات الرقمية والتكنولوجية المتسارعة. ويستهدف البرنامج الطلبة الحاصلين على الإجازة في تخصصات الرياضيات أو المعلوميات أو الفيزياء، حيث تشمل السنة الأولى تكوينا أساسيا عاما، تليها سنة ثانية للتخصص.

ويتميز هذا الماستر بنموذج مبتكر يزاوج بين التعلم داخل الجامعة والتطبيق داخل المقاولات، إذ يتيح للطلبة الجمع بين الدروس الأكاديمية والخبرة العملية على امتداد فترة التكوين. وقد انطلقت فعليا الدراسة بالنسبة للدفعة الأولى المكونة من 30 طالبا، تم اختيارهم عبر مسار انتقائي دقيق، بينما ستبدأ فترات التدريب داخل الشركات ابتداء من يناير 2026.

ويسند تنفيذ البرنامج إلى أربع مؤسسات كبرى هي: التجاري وفا بنك، وإنوي، ومناجم، ومجموعة مرجان، التي ستستقبل الطلبة وتواكبهم خلال مسارهم التكويني. كما يشرف على البرنامج أساتذة باحثون وخبراء مهنيون، ويعتمد مقاربة قائمة على دراسة حالات عملية واقعية، مع التركيز على تنمية المهارات الناعمة والقيادية.

وفي كلمة بالمناسبة، أكد رئيس مؤسسة المدى، حسن الورياغلي، أن “التحكم في البيانات والذكاء الاصطناعي لم يعد خيارا، بل ضرورة استراتيجية لتأهيل الاقتصادات والمجتمعات للمستقبل”، مبرزا أن إطلاق هذا الماستر يترجم “إرادة قوية للاستثمار في الرأسمال البشري وإعداد جيل قادر على الجمع بين الكفاءة التقنية والوعي الأخلاقي والاجتماعي”.

من جهته، شدد المدير بالنيابة للمعهد الوطني للبريد والمواصلات، أحمد طمطاوي، على أن هذا البرنامج “يجسد رؤية المعهد لتكوين كفاءات عالية قادرة على مواكبة التحول الرقمي للمملكة”، مضيفا أن الشراكة مع مؤسسة المدى “تمثل نموذجا ناجحا للربط بين الجامعة والمقاولة في خدمة الاقتصاد الوطني”.

ويكرس هذا المشروع الطموح التزام مؤسسة المدى بمفهوم “الأثر الإيجابي” من خلال دعم التعليم العالي الموجه نحو مهن المستقبل، فيما يعزز المعهد الوطني للبريد والمواصلات مكانته كفاعل وطني مرجعي في التكوين في مجالات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.