الذكاء الاصطناعي يعيد رسم ملامح قطاع التأمين بالمغرب

في إطار الدورة التاسعة للقاءات السنوية التي تنظمها الفدرالية الوطنية لوكلاء ووسطاء التأمين بالمغرب (FNACAM) تحت شعار « التأمينات الإلزامية والذكاء الاصطناعي في مواجهة الذكاء الاصطناعي »، أكد عبد الرحيم الشافعي، رئيس هيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي (ACAPS)، أن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم عنصراً محورياً في تطوير قطاع التأمين وتحسين تجربة الزبناء.

وأوضح الشافعي أن هذه الدورة تشكل مناسبة لبحث محورين رئيسيين: أثر الذكاء الاصطناعي على مهن التأمين وتطور التأمينات الإلزامية، مبرزاً أن المهنة تمر بمرحلة تحول حقيقي بفعل التقنيات الحديثة، حيث بادرت بعض الشركات منذ سنتين إلى إدماج حلول رقمية متقدمة لتحسين جودة الخدمات.

وأشار إلى أن اعتماد الذكاء الاصطناعي لم يعد خياراً بل ضرورة، إذ يتيح تحليل البيانات والمعطيات الوصفية لتصميم عروض تأمين مخصصة، وتسريع تسوية الملفات، والكشف عن محاولات الاحتيال، وضبط الأسعار بشكل أكثر دقة.

وأضاف أن السوق المغربية تعرف حالياً مبادرات رائدة، من بينها استخدام المساعدات الذكية التفاعلية التي تقدم للمؤمنين معلومات فورية وشخصية دون الحاجة إلى البحث التقليدي في المواقع الإلكترونية.

كما لجأت بعض الشركات إلى اعتماد الذكاء الاصطناعي في معالجة ملفات الحوادث الجماعية، حيث يتم تسوية نحو 80٪ من الملفات بشكل شبه فوري، مما يتيح للموظفين التركيز على الحالات المعقدة وتحسين تجربة الزبون.

واختتم الشافعي بالتأكيد على أن وسطاء التأمين مطالبون بالتجديد والتأقلم مع التحول الرقمي، من أجل تعزيز القرب من المواطنين والمساهمة في توسيع قاعدة الشمول المالي بالمغرب.