الذكاء الاصطناعي في صلب نقاشات المنتدى العام لمنظمة التجارة العالمية بجنيف
انطلقت، اليوم الأربعاء في جنيف، أشغال المنتدى العام لمنظمة التجارة العالمية، الذي يعد أبرز تظاهرة سنوية للمنظمة، ويستمر إلى غاية 18 شتنبر الجاري تحت شعار: “التعزيز، الإبداع، والمحافظة”. وتنعقد دورة 2025 في سياق عالمي مطبوع بتحولات اقتصادية عميقة وتسارع رقمي غير مسبوق.
في كلمتها الافتتاحية، شددت المديرة العامة للمنظمة، نغوزي أوكونجو إيويالا، على أن الذكاء الاصطناعي أصبح يعيد تشكيل الاقتصادات والمجتمعات، لكنه يثير في الوقت نفسه أسئلة جوهرية حول الإنصاف والشمولية، مؤكدة أن السياسات التجارية مطالبة بلعب دور محوري لضمان تقاسم مكاسب هذه التكنولوجيا بشكل عادل.
وجاءت مداخلتها مواكبة لنشر التقرير العالمي حول التجارة لسنة 2025، المعنون بـ: “جعل التجارة والذكاء الاصطناعي يعملان معا لصالح الجميع”. ويكشف التقرير أن الذكاء الاصطناعي قادر على رفع الصادرات العالمية من السلع والخدمات بما يصل إلى 40 في المائة بحلول 2040، عبر تحسين إدارة المخاطر التجارية.
لكن المديرة العامة حذرت من أن غياب استثمارات كبيرة في البنيات التحتية الرقمية وتنمية الكفاءات قد يجعل الاقتصادات المتقدمة المستفيد الأكبر من هذه الثورة، بينما قد لا يتجاوز نمو الدول منخفضة الدخل 8 في المائة، مقابل ضعف ذلك لدى الدول الغنية، داعية إلى تعاون دولي متضافر.
ويعرف المنتدى برنامجا غنيا يشمل 77 جلسة موضوعاتية، بمشاركة أكثر من 350 متحدثا يمثلون الحكومات والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني، أمام حوالي 4200 مشارك. وتتمحور النقاشات حول رقمنة التجارة، الحوكمة التكنولوجية العالمية، وتقليص الفجوة الرقمية.
وتخصص دورة هذه السنة مساحة خاصة لمواضيع مثل تطوير البنيات التحتية الرقمية العمومية، ووضع أطر لتنظيم الذكاء الاصطناعي في المعاملات التجارية، فضلا عن تعزيز دور النساء والشباب والمقاولات الصغرى والمتوسطة في الاقتصاد الرقمي. وفي هذا السياق، تحضر مبادرات كـ “صندوق النساء المصدّرات في الاقتصاد الرقمي”، الذي ترعاه المنظمة لدعم رائدات الأعمال في التجارة الرقمية.
وفي ختام كلمتها، أكدت أوكونجو إيويالا أن التحول الجاري في التجارة العالمية يجب أن يتجنب أخطاء العولمة السابقة، قائلة: “لا يمكننا السماح بتكرار نقص الاستثمار الاجتماعي. هذه المرة، مع الذكاء الاصطناعي، علينا أن نراهن على الاستباق والشمولية”.