الذكاء الاصطناعي رافعة جديدة لتحسين الأداء الكروي في ورشة علمية بالرباط

0 45

تحول الذكاء الاصطناعي اليوم من مجرد تقنية رقمية إلى أداة استراتيجية لإعادة تعريف كرة القدم، من التخطيط التكتيكي إلى تحليل الأداء وصناعة القرار الرياضي.

هذا ما أكده المشاركون في ورشة علمية نُظّمت الثلاثاء بالمعهد الوطني للبريد والمواصلات بالرباط، ضمن فعاليات الدورة الـ15 للمؤتمر الدولي “SITA’25-IEEE”، تحت شعار “الذكاء الاصطناعي رافعة للنجاح في كرة القدم: القياس، التحليل، والأداء”.

وشكّلت الورشة، التي جمعت باحثين ومدربين ومحللين ومسؤولي أندية من داخل المغرب وخارجه، منصة لتبادل الخبرات حول كيفية تسخير الخوارزميات والبيانات الضخمة لتطوير الأداء الكروي على المستويين الفردي والجماعي، في زمن أصبحت فيه المعلومة الرقمية سلاحًا تنافسيًا.

وخلال اللقاء، استعرض المتدخلون نماذج من استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل المباريات، وتقييم أداء اللاعبين، واستكشاف المواهب، معتبرين أن هذه المقاربة العلمية تمثل أداة فعالة لترشيد نفقات الأندية وتوجيه استثماراتها نحو المجالات الأكثر مردودية.

في هذا السياق، أبرز محلل البيانات في الاتحاد الأردني لكرة القدم، مروان لطفي، أن مختبر البحث في الذكاء الاصطناعي المطبق على كرة القدم بكلية العلوم والتقنيات بالمحمدية راكم تجارب واعدة في هذا المجال، مشيرًا إلى أن نتائج أبحاثه طُبّقت مؤخرًا مع المنتخب الأردني في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026.

وأضاف أن هذا النوع من المبادرات يسعى إلى التعريف بالمهن الجديدة المرتبطة بتحليل البيانات الرياضية، وتحفيز المهندسين الشباب على المساهمة في تطوير كرة القدم المغربية والعربية من خلال الابتكار العلمي.

من جهته، دعا مدرب المنتخب الأردني، جمال السلامي، الأندية إلى الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي، معتبرا أن التحول الرقمي بات شرطًا لتحديث أساليب التدريب ورفع تنافسية الفرق.

أما الباحث كريم حساني، المؤسس المشارك لمجموعة “MAI&FOOT”، فشدّد على أهمية هذا اللقاء في بناء جسور التعاون بين البحث الأكاديمي والممارسة الميدانية، مؤكداً أن تحليل البيانات التقنية والبدنية أصبح جزءًا لا يتجزأ من إعداد اللاعب الحديث.

وخلصت النقاشات إلى أن التحدي لم يعد في حجم البيانات المتوفرة، بل في كيفية تحليلها واستثمارها لدعم اتخاذ القرار داخل الأندية والمنتخبات. وقد تم خلال الورشة تقديم دراسات حالة ناجحة استخدمت نماذج تحليلية مثل xG و xT و DxT لقياس الأداء وتحسين النتائج.

وأبرز المشاركون أن المغرب بات يرسخ مكانته كفاعل صاعد في مجال الذكاء الاصطناعي الرياضي، بفضل تلاقي جهود الباحثين والمهندسين والمدربين، مما يجعله جسراً بين الابتكار العلمي والتطبيق العملي في الميدان الكروي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.