الذكاء الاصطناعي الوكيلي والأمن السيبراني.. إفريقيا على أعتاب نضج رقمي جديد

0 77

خلال فعاليات KNext Rabat 2025 التي نظمتها شركة Kaspersky تحت إشراف وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أكد الخبير المهدي الروسافي، المختص في الأمن السيبراني بالمركز المغربي للأبحاث المتعددة التخصصات والابتكار، أن الذكاء الاصطناعي الوكيلي أصبح اليوم سلاحاً ذا حدين، يستخدمه كل من القراصنة والشركات المدافعة عن نفسها في مواجهة التهديدات الرقمية المتصاعدة.

وأوضح الروسافي أن هذا النوع من الذكاء الاصطناعي، المعروف بـ الذكاء الاصطناعي الوكيلي (Agentic AI)، يمكّن من أتمتة العمليات المعقدة، سواء في الهجوم أو الدفاع، مما يجعل التهديدات أكثر سرعة وانتشاراً. وأضاف أن سوء استخدام هذه التقنيات يمكن أن يؤدي إلى هجمات ضخمة يتم تنفيذها تلقائياً، دون الحاجة إلى مهارات تقنية عالية.

وأشار إلى أن المركز ركّز خلال مشاركته في الحدث على عرض أحدث التطبيقات الدفاعية لهذه التكنولوجيا، التي تتيح للمؤسسات تصفية وتنظيم وتحليل التنبيهات الأمنية بشكل آلي، مما يساعد على تحديد الإنذارات الأكثر خطورة وتسريع الاستجابة لها.

وقال: «بفضل أدوات الذكاء الاصطناعي، يمكن اليوم أتمتة الاستجابة للحوادث السيبرانية، كحظر الهجمات أو احتواء التهديدات فورياً».

كما بيّن المتدخل ذاته، أن الذكاء الاصطناعي يسهم في إدارة المعرفة وتحليل الحوادث السابقة، حيث يمكنه تلخيص الأحداث السابقة واقتراح الإجراءات المناسبة لتفادي تكرارها.
وأضاف أن «الذكاء الاصطناعي يمكنه القول: لقد واجهت حادثاً مشابهاً من قبل، وهذه هي الطريقة المثلى لمعالجته».

وعلى المستوى القاري، يرى الروسافي أن إفريقيا تمر بمرحلة نضج تكنولوجي متقدمة بفضل التحول الرقمي المتسارع، وخاصة في مجالات رقمنة البيانات ومنصات الحكومة الإلكترونية. لكنه شدد على ضرورة أن تحقق القارة سيادتها الرقمية من خلال امتلاك مراكز البيانات والحواسيب الفائقة التي تشكّل محركات الذكاء الاصطناعي الحديثة.

وفي السياق ذاته، أشاد الروسافي بـ الجهود التي يبذلها المغرب في تكوين الكفاءات في مجالي الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن الجامعات والمدارس الوطنية باتت تُخرّج جيلاً من المهندسين المتخصصين في علوم البيانات والأمن الرقمي.
واختتم قائلاً: «نشهد اليوم بروز جيل من رواد الأعمال الشباب في المغرب، الذين يبتكرون مشاريع في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، وهي دينامية يجب دعمها وتعزيزها».

رشيد محمودي 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.