الدار البيضاء تُسرّع وتيرة إنجاز المحج الملكي بتكلفة 200 مليار سنتيم

0 27

تتجه مدينة الدار البيضاء إلى رفع وتيرة إنجاز مشروع المحج الملكي، وهو منتزه حضري ضخم يمتد على مساحة 47 هكتاراً، يربط بين مسجد الحسن الثاني وساحة محمد الخامس، وذلك بكلفة إجمالية تناهز 200 مليار سنتيم.

وبحسب تقارير إعلامية,، شرعت السلطات في وضع الترتيبات المتعلقة بعمليات الترحيل وإعادة الإيواء، حيث ستتولى شركة التنمية المحلية الدار البيضاء للإسكان والتجهيز تدبير هذا الورش عبر خبرتها في المجال العقاري، من خلال مواكبة اجتماعية وتقنية ومالية للأسر، بما يضمن تأمين الوعاء العقاري ويجنب أي عراقيل قانونية قد تعترض المشروع مستقبلا.

15 مليون درهم للمواكبة التقنية والقانونية

وسيتم، تخصيص 15 مليون درهم لتنفيذ مهمة تقنية وقانونية تمتد على 36 شهراً، تُعنى بإجراءات نزع الملكية، وتشمل البحث العقاري، ونشر مقرر التخلي، وتتبع الملفات المعروضة على القضاء، مروراً بعمليات الاقتناء الرضائي، ثم إيداع التعويضات واستكمال مساطر التحفيظ.

924 مليون درهم لإعادة إسكان 6 آلاف أسرة

أما الجانب الاجتماعي، وهو الأكثر حساسية، فقد رُصد له غلاف مالي يناهز 924 مليون درهم لتأمين عملية إعادة إسكان ما يقارب 6.000 أسرة تقيم داخل بنايات آيلة للسقوط على طول مسار المشروع. وسترحَّل هذه الأسر إلى حي النسيم 2، في إطار مقاربة تهدف إلى الإدماج الاجتماعي والاقتصادي، إلى جانب تعويض حوالي 500 محل تجاري ومهني.

منظومة رقمية لمواكبة المشروع

ولضمان تدبير عصري لمختلف مراحل الإنجاز، ستطلق شركة “كازا للإسكان” مهمة إضافية تتمثل في تصميم ونشر نظام معلومات جغرافي (SIG) بكلفة تصل إلى 2.58 مليون درهم، يمتد تنفيذه على ثلاث سنوات. وسيتيح هذا النظام قاعدة بيانات شاملة تضم المعطيات المساحية، وملفات الأسر، والتعويضات، ومساطر نزع الملكية، وتتبع تقدم الأشغال.

وترى الشركة، وفق التقارير، أن الحل الرقمي سيعزز حكامة المشروع، بالنظر إلى تعدد المتدخلين وتعقّد المساطر التقنية والقانونية المصاحبة له.

انخراط مؤسسات كبرى وتمويلات جديدة

كما أبرزت نفس التقارير أن مجلس مدينة الدار البيضاء، إلى جانب ثلاث مؤسسات أخرى—مجموعة CDG، الشركة الوطنية للتجهيز الجماعي (صوناداك)، وشركة الدار البيضاء للإسكان والتجهيزات—يستعدون لإعطاء دفعة قوية للمشروع. ويعكس انخراط مجموعة CDG إرادة واضحة لضمان التمويلات الضرورية، خصوصاً المتعلقة بإعادة إسكان الأسر والمتاجر.

وكانت دورة استثنائية للمجلس الجماعي، عقدت في شتنبر الماضي، قد صادقت على اتفاقية شراكة لتسريع إنجاز المشروع. وتتضمن الاتفاقية نقل ملكية الأصول العقارية الخاصة بالمحج من شركة “صوناداك” إلى الجماعة دون مقابل، مع إسقاط الديون المترتبة عنها. كما نصت الاتفاقية على مواكبة الأسر اجتماعيا، وترحيل المستفيدين إلى مشروع النسيم ضمن مقاربة توازن بين إعادة التأهيل الحضري وجذب الاستثمارات.

40 هكتاراً من المساحات الخضراء

ويشار إلى أن مشروع المحج الملكي سيوفر بعداً بيئياً مهماً، إذ من المرتقب تهيئة أكثر من 40 هكتاراً من المساحات الخضراء على جانبي الشريط الممتد لمسافة 1.5 كيلومتر، ليشكل ممراً حضرياً جديداً يربط بين رمزين بارزين من معالم العاصمة الاقتصادية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.