المركز الجهوي للاستثمار (CRI) بجهة الداخلة – وادي الذهب يخطو خطوة جديدة في مسار التنمية الترابية، من خلال إطلاق استراتيجية جهوية طموحة للرصد الاقتصادي والذكاء الترابي. وهي آلية مبتكرة تهدف إلى استباق التحولات ومواكبة التغيرات الكبرى التي تشهدها هذه الجهة الاستراتيجية في جنوب المغرب، بكل مرونة وفعالية.
هذه الاستراتيجية ثمرة شراكة مع المكتب الدولي “Forvis Mazars”، وقد تم إطلاقها يوم الأربعاء من خلال ورشة عمل تشاركية جمعت بين المؤسسات العمومية، الفاعلين الاقتصاديين والمجتمع المدني. وقد شمل البرنامج التوعية، والتكوين، والتشاور حول أهمية المعطيات الاستراتيجية في إطار مقاربة تشاركية لبناء السياسات الترابية.
وخلال 11 شهراً، سيقود مكتب Forvis Mazars مهمةً ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية: تشخيص الممارسات الحالية في مجال الرصد داخل الجهة، إرساء نظام مندمج للذكاء الترابي، وتعزيز القدرات المحلية من خلال إنتاج تحاليل ذات قيمة مضافة عالية.
الهدف المُعلن هو تزويد صناع القرار العموميين والمستثمرين بمعلومات محدثة وموثوقة وسهلة الوصول، تخدم تنمية مستدامة، شاملة ومرنة. وتهدف هذه المبادرة إلى تحسين جودة القرارات الاقتصادية والاستراتيجية، في سياق يشهد تحولات عميقة على المستويات الاجتماعية والبيئية والجيوسياسية.
وستركز استراتيجية الرصد الترابي في المقام الأول على القطاعات المحورية للجهة، مثل الصيد البحري، الزراعة المستدامة، الطاقات المتجددة، اللوجستيك والسياحة. كما ستواكب المشاريع المهيكلة مثل ميناء الداخلة الأطلسي والطريق السريع تزنيت-الداخلة، والتي تعزز التوجه الإفريقي-الأطلسي للجهة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، ثمّن أحمد كثير، المدير بالنيابة للمركز الجهوي للاستثمار، هذه المبادرة قائلاً: “إنها خطوة أساسية لدعم المشاريع الكبرى الجارية وضمان تحول متوازن ومستدام للتراب”. وأكد أن هذه الآلية تهدف إلى إرساء ثقافة حقيقية للبيانات الاستراتيجية، تماشياً مع الرؤية الملكية والنموذج التنموي الجديد للمملكة.
ومن خلال دمج مبادئ الذكاء الترابي في أدوات الحكامة، تسعى جهة الداخلة – وادي الذهب إلى تعزيز جاذبيتها، وتأكيد موقعها على الساحة الدولية، لتصبح منصة محورية للممرات الاقتصادية الإفريقية-الأطلسية.
هدى ريفي