الاعتراف الإسرائيلي مكسب سياسي ودبلوماسي جديد لقضية الصحراء المغربية
مجلة صناعة المغرب
أكد المحامي والباحث في ملف الصحراء، نوفل البعمري، أن الاعتراف الإسرائيلي بسيادة المغرب على صحرائه يأتي في إطار المكاسب السياسية والدبلوماسية التي تحققت لفائدة قضية الصحراء المغربية.
وأوضح البعمري، في تصريح إعلامي، أن الفضل في هذه المكاسب يعود إلى الإستراتيجية التي وضعها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في ما يتعلق بتدبير الاختيارات الدبلوماسية الكبرى من خلال الخطب السامية التي حدد فيها جلالته التوجهات الكبرى للمغرب في هذا الملف.
وأضاف أن هذه الاختيارات الملكية السديدة حققت للمملكة مكاسب كبيرة، في مقدمتها الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وتغيير عدد من الدول الأوروبية لمواقفها من قضية الصحراء، فضلا عن استمرار مسلسل فتح القنصليات بمدينتي الداخلة والعيون، وحسم الملف أمميا لصالح المبادرة المغربية للحكم الذاتي.
وسجل أن الموقف الإسرائيلي يأتي في خضم هذه المكاسب ويعززها لصالح الانتصار لمبادرة الحكم الذاتي ولمغربية الصحراء.
وأشار إلى أن هذا “القرار السياسي الهام”، الذي سيكون له انعكاس على الثقة بين البلدين ووقع اقتصادي كبير على الجانبين، سيعزز فرص الاستثمارات الاقتصادية، خاصة وأن الأقاليم الجنوبية، التي تزخر بمؤهلات طبيعية وبشرية تجذب رجال الأعمال للاستثمار، قد تم تأهيلها من خلال تطوير البنى التحتية للمنطقة.
من جهة أخرى، اعتبر الباحث في ملف الصحراء أن المغرب سيواصل الاضطلاع بدوره الكامل على مستوى القضية الفلسطينية، وأن “جلالة الملك كونه أميرا للمؤمنين ورئيسا للجنة القدس سيظل، على الدوام، حريصا على حماية المقدسات الدينية سواء الإسلامية أو المسيحية أو اليهودية بالمغرب كما بفلسطين والقدس الشريف”.
وخلص إلى أن المواقف التي يتخذها المغرب على هذا المستوى تؤكد أن “العلاقة المغربية-الإسرائيلية ستكون لفائدة القضية الفلسطينية، وذلك من خلال ما ستتيحه هذه العلاقة من إمكانية للعب دور الوسيط بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وحلحلة مسلسل السلام الجامد”.
وكان بلاغ للديوان الملكي أعلن، أمس الاثنين، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس -نصره الله- توصل برسالة من رئيس وزراء دولة إسرائيل، فخامة السيد بنيامين نتنياهو، رفع من خلالها رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى العلم السامي لصاحب الجلالة قرار دولة إسرائيل “الاعتراف بسيادة المغرب على أراضي الصحراء الغربية”.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن موقف بلاده هذا سيتجسد في كافة أعمال ووثائق الحكومة الإسرائيلية ذات الصلة”. وشدد، أيضا، على أنه سيتم “إخبار الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية والدولية التي تعتبر إسرائيل عضوا فيها، وكذا جميع البلدان التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية” بهذا القرار.
وفي رسالته إلى جلالة الملك، أفاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن إسرائيل تدرس، إيجابيا، “فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة”، وذلك في إطار تكريس قرار الدولة هذا.
المصدر : و م ع